فيها توفي الإمام أحمد بن حنبل، وجبارة بن المغلس، والحسن بن حماد سجادة، وأبو توبة الربيع بن نافع الحلبي، وعبد الله بن منير المروزي، وأبو قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، وأبو مروان محمد بن عثمان العثماني، ومحمد بن عيسى التيمي الرازي المقرئ، وهدية بن عبد الوهاب المروزي، ويعقوب بن حميد بن كاسب.
وفيها وثب أهل حمص بواليهم محمد بن عبدويه، وأعانهم النصارى، فقاتلهم، وأنجده صالح أمير دمشق.
وفي جمادى الآخرة ماجت النجوم في السماء، وتناثرت الكواكب كالجراد أكثر الليل؛ وكان أمرا مزعجا لم يعهد مثله.
وفيها أغارت الروم على من بعين زربة.
وأغارت البجاة على ناحية من مصر، فندب المتوكل لحربهم محمد بن عبد الله القمي، وكانت البجاة مهادنين من دهر، فسار إليهم القمي، وتبعه خلق من المطوعة من الصعيد، فكان في عشرين ألفا بين فارس وراجل. وحمل إليه في بحر القلزم عدة مراكب، فيها أقوات، ولججوا بها في البحر حتى تلاقوا بها ساحل البجاة. وحشد له ملك البجاة عساكر يقاتلون على الإبل بالحراب، فتناوشوا أياما من غير مصاف، وقصد البجاة ذلك ليفنى زاد المسلمين. ثم التقوا، فحملوا على البجاة، فنفرت إبلهم من الأجراس، ونفرت في الجبال والأودية، ومزقت جمعهم. فأسر وقتل خلق منهم، وساق وراءهم، فهرب الملك وأخذ تاجه وخزائنه. ثم أرسل الملك يطلب الأمان وهو يؤدي الخراج، وسار معهم إلى باب المتوكل في سبعين من خواصه، واستناب ولده، وكان يعبد الأصنام.