وتصدَّر للإقراء بدار العلم وبالجامع الظافري. وانتفع به الناس. أخذ عنه علم الدّين السخاوي، وجماعة.
وتُوفي في تاسع المحرَّم. وكان رجلا صالحًا خيِّرًا.
٣٠ - عصمة الدين، الخاتون المحترمة بنت الأمير معين الدّين أنر. زوجة السّلطان نور الدين، ثم زوجة السّلطان صلاح الدّين.
تزوج بها صلاح الدين في سنة اثنتين وسبعين، وكانت من أعف النساء وأجلّهن، وأوفرهنّ حشمةً. وهي واقفة المدرسة الخاتونية بمحلة حجر الذهب بدمشق، والخانقاه الخاتونية التي على بانياس. أما الخاتونية التي في آخر الشُرف القبلي فمنسوبة إلى زُمُرُّد خاتون بنت جاولي أخت الملك دُقاق لأمّه، وزوجة أتابك زنكي والد نور الدين.
تُوفيت عصمةُ الدّين بدمشق في ذي القعدة، وتُعرف بالخاتون العصمية، ودفنت بتربتها المنسوبة إليها بقاسيون قبلي قبة شركس. ومنارتها كلها حجر.
٣١ - عمر بن عبد المجيد بن عمر بن حسين، أبو حفص القرشي، العبدري، الميانشي، شيخ الحرم.
حدث عن القاضي أبي المظفَّر محمد بن علي بن الحسين الشيباني الطبري، وأحمد بن معد الإقليشي، ومحمد بن علي المازري، وأبي طاهر السلفي.
ولقي أبا عبد الله محمد بن أحمد الرازي وفرَّط به، فأكثر ما عمل أنه تناول منه سُداسياته.
روى عنه عبد الرحمن بن أبي حًرمي، وجماعة. وآخر من حدَّث عنه صدر الدّين أبو علي البكري.
توفي بمكة في جمادى الأولى.
وكان محدثًا متقنًا صالحًا، صنَّف جزءًا في ما لا يسع المحدث جهله.