ورحل إلى نيسابور، فسمع: أبا علي نصر الله بن أحمد الخشنامي، وعلي ابن أحمد المؤذن، وعبد الواحد ابن القشيري، ودخل بغداد سنة سبع وتسعين، فسمع بها: ثابت بن بندار، ومحمد بن عبد السلام الأنصاري، وأبا سعد بن خشيش، وأبا الحسين ابن الطيوري، وطبقتهم.
وبالكوفة: أبا البقاء المعمر الحبال، وأبا الغنائم النرسي، وبمكة، والمدينة.
وأقام ببغداد مدة يعظ بالنظامية، وقرأ التاريخ على أبي محمد ابن الآبنوسي، عن الخطيب. ثم رحل إلى همذان في سنة ثمان وتسعين، فسمع بها وبأصبهان من أبي بكر أحمد بن محمد ابن مردويه، وأبي الفتح أحمد بن محمد الحداد، وأبي سعد المطرز، ورجع إلى مرو.
قال: ثم رحل بي وبأخي سنة تسع وخمسمائة إلى نيسابور، وأسمعنا من الشيرويي، وغيره. وتوفي في صفر، وله ثلاث وأربعون سنة. وقد أملى مائة وأربعين مجلسًا بجامع مرو، كل من رآها اعترف له أنه لم يسبق إليها. وكان يروي في الوعظ والحديث بأسانيده، وقد طلب مرة للذين يقرؤون في مجلسه، فجاءه لهم ألف دينار من الحاضرين.
وقيل له في مجلس الوعظ: ما يدرينا أنه يضع الأسانيد في الحال ونحن لا ندري؟ وكتبوا له بذلك رقعة، فنظر فيها، وروى حديث: من كذب علي متعمدًا. من نيف وتسعين طريقًا، ثم قال: إن كان أحد يعرف فقولوا له يكتب عشرة أحاديث بأسانيدها، ويخلط الأسانيد، ويسقط منها، فإن لم أميزها فهو كما يدعي.
ففعلوا ذلك امتحانًا، فرد كل اسم إلى موضعه، ففي هذا اليوم طلب لقراء مجلسه، فأعطاهم الناس ألف دينار. هذا معنى ما حدثنا شيخنا محمد بن أبي بكر السنجي.
وسمعت إسماعيل بن محمد الأصبهاني الحافظ يقول: لو صرف والدك همته إلى هدم هذا الجدار لسقط.
وقال السلفي فيه فيما سمعت أبا العز البستي ينشده عنه: يا سائلي عن علم الزمان وعالم العصر لدى الأعيان لست ترى في عالم العيان كابن أبي المظفر السمعاني وله: هو المزني كان أبا الفتاوى وفي علم الحديث الترمذي وجاحظ عصره في النثر صدقًا وفي وقت التشاعر بحتري وفي النحو الخليل بلا خلاف وفي حفظ اللغات الأصمعي