للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جرم حرم الملك والدّنيا، وعاداه الدّهرُ، ومات بموته كُلُّ خلقٍ جميل وفعلٍ حميد. ولَمّا مات اختلف أولادُه وعَمُّهم قُطْبُ الدِّين.

وقال صاحبُ كتاب " جنى النَّحْل ": حضرتُ يومًا بسُمَيْسَاطَ، وصاحبُها يومئذٍ الأفضل، فنظر إلى صبيّ تُركي لابسٍ زَرَدِيَّة، فقال على البَدِيه:

وَذِي قلبٍ جليدٍ لَيْسَ يَقْوَى … عَلَى هِجْرَانِهِ القَلْبُ الْجَلِيدُ

تَدَرَّعَ للوَغَى دِرْعًا فَأَضْحَى … وَظَاهِرُه وبَاطِنُه حَدِيدُ

ثمّ أنشدني لنفسه:

أمَا آن للحظِّ الّذي أَنَا طَالِب … مِنَ الدَّهْرِ يومًا أَن أَُرَى وَهْوَ طَالِبي

وهَلْ يُرِيَنِّي الدَّهْرُ أيدي شيعتي … تحكم قَهْرًا في نَوَاصِي النَّوَاصِبِ

ولَهُ:

يَا مَنْ يُسوِّد شَعْرَهُ بِخِضَابِهِ … لَعَسَاهُ في أَهْلِ الشَّبِيبَةَ يحصل

ها فاختضب بسواد حظي مَرَّةً … ولَكَ الأَمَانُ بأنَّه لا يَنْصُلُ

مات فجاءة في صفر بسميساط؛ وهي قلعةٌ على فالفرات بينَ قلعة الروم ومَلْطيَة، ونُقِلَ إلى حلب، فدُفِنَ بتربة لَهُ بقربِ مشهد الهَرَويّ.

١٢٣ - عليّ بن أبي القاسم بن أبي بكر الحريميّ الدّلاّل.

سمع من يحيى بن ثابت، وأحمد بن بنيمان الحريميّ. ومات في ربيع الأول (١).

١٢٤ - عليّ، المولّه الكرديّ بدمشق.

وكان يكون بظاهر باب الجابية. وللعوامّ فيه اعتقاد، ويقولون: له كرامات. وكان لا يصوم ولا يصلّي، ويدوس النّجاسة؛ قاله أبو شامة (٢).

١٢٥ - عمر بن بدر بن سعيد، المحدّث أبو حفص الكرديّ الموصليّ الحنفيّ.

له تصانيف ومجاميع، ولم يزل يسمع إلى أن مات. لقبه ضياء الدّين.


(١) تنظر التكملة للمنذري ٣/ الترجمة ٢٠٢٢.
(٢) ذيل الروضتين ١٤٦.