وقال أبو الحسن بن رزقويه: حدثنا علي بن الحسن بن زكريا القطيعي الشاعر، قال: سمعت أبا القاسم البغوي، قال: سمعت عبيد الله القواريري يقول: لم يكن يكاد تفوتني صلاة العتمة في جماعة، فشغلت بضيف، فخرجت أطلب الصلاة في قبائل البصرة، فإذا الناس قد صلوا، فقلت في نفسي: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: صلاة الجميع تفضل على صلاة الفذ إحدى وعشرين درجة، وروي خمسا وعشرين درجة، وروي سبعا وعشرين، فانقلبت إلى منزلي، فصليت العتمة سبعا وعشرين مرة، ثم رقدت فرأيتني مع قوم راكبي أفراس، وأنا راكب فرسا كأفراسهم ونحن نتجارى، وأفراسهم تسبق فرسي، فجعلت أضربه لألحقهم، فالتفت إلي آخرهم، فقال: لا تجهد فرسك فلست بلاحقنا. فقلت: ولم؟ قال: لأنا صلينا العتمة في جماعة.
وقال الحسين بن فهم: توفي ببغداد يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وحضره خلق كثير، وله أربع وثمانون سنة.
٢٧١ - ن: عبيد الله بن فضالة بن إبراهيم أبو قديد النسائي الحافظ.
رحل وسمع من عبد الرزاق باليمن، ومحمد بن يوسف الفريابي بالشام، ويزيد بن هارون بواسط، وأبي عبد الرحمن المقرئ بمكة، وأبي اليمان بحمص، والأنصاري بالبصرة، ويحيى بن يحيى بنيسابور، وخلق سواهم. وعنه النسائي، وأبو بكر بن أبي عاصم، والحسن بن سفيان، وغيرهم.
قال النسائي: ثقة مأمون.
قلت: بقي إلى حدود الأربعين ومائتين.
٢٧٢ - خ م د ن: عبيد الله بن معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان، أبو عمرو العنبري البصري الحافظ، من بني عم سوار بن عبد الله العنبري.
عن أبيه، ومعتمر بن سليمان، ويحيى القطان، ووكيع، وخالد بن الحارث، وغيرهم. وعنه مسلم، وأبو داود، والبخاري، والنسائي عن رجل عنه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعثمان بن سعيد الدارمي، وزكريا بن يحيى السجزي، وزكريا بن يحيى الساجي، وجعفر الفريابي، والبغوي، وخلق.
قال أبو داود: كان يحفظ نحو عشرة آلاف حديث؛ أحاديث أشعث