قال أبو المظفر: وحكى لي أعيان الدماشقة أن الموفق الواسطي هو كان أساس البلاء، فتح أبواب الظلم، وجسر الرفيع على جهنم، وأخذ لنفسه من أموال الناس ستمائة ألف درهم. وآخر أمر الموفق أنه عذب عذاباً ما عذبه أحد، وكسرت ساقاه ومات تحت الضرب، وألقي في مقابر النصارى، فأكلته الكلاب وصار عبرة.
قلت: وبلغني أن سبب هلاكه – أعني: الرفيع وهذا - أن الناس استغاثوا إلى الصالح إسماعيل من الرفيع ورافعوه، وكثرت الشنائع، فخاف الوزير السامري، وعجل بهلاكهما ليمحو التهمة عن نفسه ويرضي الناس، ولئلا يقرا عليه.
وقيل: إن السلطان كان عارفاً بالأمور، فالله أعلم.
ولم يعد الناس قضية الرفيع وقتله محنة بل نقمة، نسأل الله الستر والعافية.
وكان القبض عليه في آخر سنة إحدى وأربعين. وذكر واقعته في سنة اثنتين ابن الجوزي، وغيره، فإن فيها اشتهر إعدامه.
وقال الإمام أبو شامة: وفي ذي الحجة سنة إحدى قبض على أعوان الرفيع الجيلي الظلمة الأرجاس وكبيرهم الموفق حسين الواسطي ابن الرواس، وسجنوا ثم عذبوا بالضرب والعصر والمصادرة. ولم يزل ابن الرواس في العذاب والحبس إلى أن فقد في جمادى الأولى سنة اثنتين.
قال: وفي ثاني عشر ذي الحجة أخرج الرفيع من داره وحبس بالمقدمية. قال: ثم أخرج ليلاً وذهب به فسجن بمغارة أفقه من نواحي البقاع، ثم انقطع خبره. وذكروا أنه توفي، ومنهم من قال: ألقي من شاهق. وقيل: خنق. وولي القضاء محيي الدين ابن الزكي.
قال ابن واصل: حكى لي ابن صبح بالقاهرة أنه ذهب بالرفيع إلى رأس