للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر الواقدي (١) أنها بقيت إلى أول خلافة عثمان.

[وفاة عبد الله بن أبي بكر الصديق]

قيل: إنه أسلم قديما، لكن لم يسمع له بمشهد قبل، جرح يوم الطائف. رماه يومئذ بسهم أبو محجن الثقفي، فلم يزل يتألم منه، ثم اندمل الجرح، ثم إنه انتقض عليه. وتوفي في شوال سنة إحدى عشرة، ونزل في حفرته عمر، وطلحة، وعبد الرحمن بن أبي بكر أخوه. ذكره محمد بن جرير (٢) وغيره.

وقيل: هو الذي كان يأتي بالطعام وبأخبار قرش إلى الغار تلك الليالي الثلاث.

[عكاشة بن محصن الأسدي أبو محصن]

من السابقين الأولين، دعا له النبي بالجنة في حديث سبقك بها عكاشة (٣). وهو أيضا بدري أحدي، استعمله النبي على سرية الغمر فلم يلقوا كيدا.

ويروى عن أم قيس بنت محصن قالت: توفي رسول الله وعكاشة ابن أربع وأربعين سنة. وقتل بعد ذلك بسنة ببزاخة في خلافة أبي بكر سنة اثنتي عشرة، وكان من أجمل الرجال.

كذا روي أن بزاخة سنة اثنتي عشرة، والصحيح أنها سنة إحدى عشرة، قتله طليحة الأسدي.

وقد أبلى عكاشة يوم بدر بلاء حسنا، وانكسر في يده سيف، فأعطاه النبي عرجونا أو عودا فعاد سيفا، فقاتل به، ثم


(١) طبقات ابن سعد ٨/ ٢٢٦.
(٢) تاريخه ٣/ ٢٤١.
(٣) حديث صحيح من حديث أبي هريرة ، أخرجه أحمد ٢/ ٣٠٢ و ٤٥٦، والدارمي (٢٨١٠)، ومسلم ١/ ١٣٦.