للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي سريج، وأحمد بن جبير الأنطاكي، وأبو حمدون الطيب بن إسماعيل، وأبو موسى عيسى بن سليمان الشيزري.

وروى عنه: أبو عبيد القاسم بن سلام، ويحيى الفراء، وخلف البزار، وعدة.

قال خلف: أولمت وليمة فدعوت الكسائي، واليزيدي، فقال اليزيدي: يا أبا الحسن، أمور تبلغنا عنك ننكر بعضها، فقال الكسائي: أومثلي يخاطب بهذا؟ وهل مع العالم إلا فضل بصاقي في العربية، ثم بصق، فسكت اليزيدي.

وللكسائي كتب مصنفة، منها: كتاب معاني القرآن، ومختصر النحو، وكتاب في القراءات، وكتاب النوادر الكبير، وتصانيف أخر.

وقيل: إنما عرف بالكسائي؛ لأنه أيام قراءته على حمزة كان يلتف في كساء، فلقبه أصحاب حمزة بالكسائي.

أبو العباس بن مسروق: حدثنا سلمة بن عاصم قال: قال الكسائي: صليت بهارون الرشيد، فأعجبتني قراءتي فغلطت في آية ما أخطأ فيها صبي قط أردت أن أقول لعلهم يرجعون [آل عمران] فقلت يرجعين فوالله ما اجترأ الرشيد أن يقول أخطأت، لكنه لما سلم قال: أي لغة هذه؟ قلت: يا أمير المؤمنين قد يعثر الجواد، قال: أما هذا فنعم.

وعن سلمة: سمعت الفراء يقول: سمعت الكسائي يقول: ربما سبقني لساني باللحن فلا يمكنني أن أرد لساني.

وذكر ابن الدورقي قال: اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد، فحضرت العشاء فقدموا الكسائي، فأرتج عليه قراءة قل يا أيها الكافرون فقال اليزيدي: قراءة هذه السورة ترتج على قارئ أهل الكوفة! قال: فحضرت صلاة فقدموا اليزيدي فأرتج عليه في الحمد فلما سلم قال:

احفظ لسانك لا تقول فتبتلى إن البلاء موكل بالمنطق

وعن خلف قال: كان الكسائي يقرأ لنا على المنبر، فقرأ يوما: أنا أكثرَ منك مالا. فسألوه عن العلة فثرت في وجوههم، فمحوه من كتبهم، ثم قال لي: يا خلف، يكون أحد من بعدي يسلم من اللحن؟

<<  <  ج: ص:  >  >>