إلى الميطور، فخرج التقي والناس بالعدد، فإذا رسول قد جاء يبشر بالأمان، وأنهم لا يدخلون الجبل إلا بأمر الشيخ. فمضى الشيخ والجماعة حوله بالعدد إلى أن وصل إلى تل الحوراني شرقي الجبل والخانات على خيولهم، فلما رأوا الشيخ نزلوا عن الخيل والتقوا الشيخ ورحبوا به وقبلوا يده، ثم قالوا: طيبوا قلوبكم، فإن أذنتم لنا في العبور وإلا رجعنا. فأذن لهم، ولم يدخلوا في وسط السوق بل في سفح الجبل إلى العقبة ثم إلى المزة ولم يتأذ أحد من أهل الجبل سوى حسن غلام الشرف ابن المعتمد قاتلهم فقتلوه. ثم نصبت أعلامهم على أماكن مرتفعة أماناً منهم، ووفوا بالأمان.
١٥١ - أحمد بن محمد أبو جعفر القيسي القرطبي، المعروف بابن أبي حجة.
ذكره الأبار فقال: توفي بميورقة، وقد سمع من أبي القاسم بن بشكوال، وابن مضاء، وغيرهما. وتصدر للإقراء والتعليم والنحو، واختصر التبصرة لمكي، وصنف في النحو. وسكن إشبيلية بعد خروجه من قرطبة، وأسرته الروم، وعذب وقاسى.
١٥٢ - أحمد بن محمود بن إبراهيم بن نبهان الحافظ المفيد شرف الدين، أبو العباس ابن أبي الثناء الدمشقي، المعروف بابن الجوهري.
أحد من عني بهذا الشأن وتعب عليه، ورحل وسهر وكتب الكثير، وحصل ما لم يحصله غيره. ثم أدركه الأجل شاباً، فالله يرحمه.
سمع: أبا المجد القزويني، والمسلم بن أحمد المازني، ومكرم بن أبي الصقر، وهذه الطبقة. ورحل بعد الثلاثين، وسمع من أبي الحسن القطيعي، وابن اللتي، والأنجب الحمامي، وطائفة من أصحاب ابن البطي، وشهدة. فأكثر ورجع بحديث كثير، ونسخ واستنسخ. ثم رحل إلى مصر فأكثر عن الصفراوي، والهمداني، وابن مختار، ونظرائهم. وأقدم معه أبا الفضل الهمداني فأفاد الدمشقيين.
وكانت له دنيا وميراث، فأنفق سائر ذلك في الطلب. وكان صدوقاً متقناً متثبتاً، غزير الفائدة، نظيف الخط، قليل الضبط لقلة بضاعته من