للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصائب، والذكاء الغالب، والفضل الباهر، له نثر بليغ، ونظم بديع، ومعرفة بعمل آلات الفلك والأسطرلاب، وغير ذلك.

٢٤٠ - ابن الخلال الكاتب، ويعرف بالقاضي، صاحب ديوان الإنشاء بالديار المصرية، واسمه أبو الحجاج يوسف بن محمد بن حسين، الأديب موفق الدين.

وكان قد شاخ وكبر، فلما مات أقام صلاح الدين مكانه القاضي الفاضل. مات في جمادى الآخرة.

قال العماد (١): هو ناظر مصر، وإنسان ناظره، وجامع مفاخره. وكان إليه الإنشاء. عطل في آخر أيامه، وعمر وأضر. ثم قال: أنشدني مرهف بن أسامة، قال أنشدني الموفق ابن الخلال لنفسه:

عذبت ليال بالعذيب حوالي … وخلت مواقف بالوصال خوالي

وَمَضْت لذاذات تَقَضَّى ذِكْرُها … تُصْبي الخَلِيّ وتستهيم السالي

وجلت مُوَرَّدة الخدود فأَوثقتْ … فِي الصَّبْوَة الخالي بحُسْن الخالِ

وله:

أمّا اللّسان فقد أخفى وقد كَتَما … لو أمكن الجفْن كفّ الدَّمْعَ حين همى

أصبتُم بسهام اللّحْظ مُهْجَتَهُ … فهل يُلامُ إذا أجرى الدُّموع دما

قد صار بالسّقم من تعذيبكم عَلَمًا … ولم يَبُحْ بالّذي من جَوْركم علما

فما على صامت أبدى لصدكم … في كل جارحة منه السقام فما

وله:

وله طرف لواحظه … نصرت شوقي على جلدي

قذفت عيني سوالفه … فتوارت منه بالزرد (٢)


(١) الخريدة "قسم شعراء مصر" ١/ ٢٣٥.
(٢) الترجمة من وفيات الأعيان ٧/ ٢١٩ بما فيها الشعر.