قيل: كان ابن عباد فصيحاً مفوهاً، لكنه يتقعر في خطابه، ويستعمل وحشي اللغة حتى في انبساطه، وكان يعيب التيه ويتيه، ولا ينصف من ناظره. وقيل: كان مشوه الصورة.
صنف الصاحب في اللغة كتاباً سماه المحيط في سبع مجلدات، وله كتاب الكافي ي الترسل، وكتاب الأعياد، وكتاب الإمامة ذكر فيه فضائل علي رضي الله عنه، وثبت إمامة من تقدمه. وكان شيعياً جلدا كآل بويه، وما أظنه يسب، لكنه معتزلي، قيل: إنه نال من البخاري، وقال: هو حشوي لا يعول عليه. وله كتاب الوزراء وكتاب الكشف عن مساوئ شعر المتنبي وكتاب أسماء الله وصفاته.
ومن ترسله: نحن سيدي، في مجلس غنىً إلا عنك، شاكراً إلا منك، قد تفتحت فيه عيون النرجس، وتوردت خدود البنفسج، وفاحت مجامر الأترنج، وفتقت فارات النارنج، وانطلقت ألسن العيدان، وقامت خطباء الأوتار، وهبت رياح الأقداح، ونفق سوق الأنس، وقام منادي الطرب وامتدت سماء الند، فبحياتي إلا ما حضرت فقد أبت راح مجلسنا أن تصفو إلا أن تتناولها يمناك، وأقسم غناؤه أن لا يطيب حتى تعيه أذناك، فخدود نارنجه قد احمرت خجلاً لإبطائك، وعيون نرجسه قد حدقت تأميلاً للقائك.
وله:
رق الزجاج ورقت الخمر وتشابها فتشاكل الأمر. فكأنما خمر ولا قدح وكأنما قدح ولا خمر