ولد أبي عبد الله تقول: قلت لمولاي: يا مولاي اصرف فرد خلخالي. قال: وتطيب نفسك؟ قلت: نعم. قال: الحمد لله الذي وفقك لهذا. قالت: فأعطيته أبا الحسن بن صالح، فباعه بثمانية دنانير ونصف، وفرقها وقت حملي. فلما ولدت حسنا أعطى مولاتي كرامة درهما، وهي امرأة كبيرة كانت تخدمهم، وقال لها: اذهبي إلى ابن شجاع القصاب يشتري لك بهذا رأسا. فاشترى لنا رأسا، وجاءت به، فأكلنا. فقال لي: يا حسن، ما أملك غير هذا الدرهم، وما لك عندي غير هذا اليوم. قالت: وكان إذا لم يكن عند مولاي شيء فرح يومه ذلك. فدخل يوما فقال لي: أريد أن أحتجم اليوم وليس معي شيء. فجئت إلى جرة لي فيها غزل، فبعته بأربعة دراهم، فاشتريت لحما بنصف درهم، وأعطى الحجام درهما، واشتريت طيبا بدرهم، ولما خرج إلى سر من رأى كنت قد غزلت غزلا لينا، وعملت ثوبا حسنا، فلما قدم أخرجته إليه، قال: ما أريده. فدفعته إلى فوران، فباعه باثنين وأربعين درهما، واشتريت منه قطنا، فغزلته ثوبا كبيرا، فلما أعلمته قال: لا تقطعيه دعيه. فكان كفنه كفن فيه. وأخرجت الغليظ فقطعه.
وعن أحمد بن جعفر ابن المنادي أن أبا عبد الله اشترى جارية بثمن يسير، سماها ريحانة ليتسرى بها.
لم يتابع ابن المنادي على هذا.
قال حنبل: ولد سعيد قبل موت أحمد بنحو من خمسين يوما.
وقال بعض الناس: ولي سعيد قضاء الكوفة، ومات سنة ثلاث وثلاثمائة.
وهذا لا يصح. فإن سعيدا ولد قبل موت أبيه، ومات قبل موت أخيه عبد الله بدهر. لأن إبراهيم الحربي عزى عبد الله بأخيه سعيد. وأما الحسن، ومحمد. قال ابن الجوزي: فلا نعرف من أخبارهما شيئا. وأما زينب فكبرت وتزوجت. وله بنت اسمها فاطمة، إن صح ذلك.