قال ابن سعد: ولد الفضيل بخراسان بكورة أبيورد، وقدم الكوفة وهو كبير، فسمع من منصور، وغيره: ثم تعبد، ونزل مكة، وكان ثقة نبيلا، فاضلا، عابدا، كثير الحديث.
وقال إبراهيم بن الأشعث، وغيره: سمعنا فضيلا يقول: ولدت بسمرقند.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر، قال: حدثنا الحسن بن عبد العزيز العسكري، كذا قال، وصوابه ابن عبد الله العسكري، قال: حدثنا ابن أخي أبي زرعة، قال: حدثنا محمد بن إسحاق بن راهوية، قال: حدثنا أبو عمار، عن الفضل بن موسى قال: كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد، وسرخس، وكان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الجدران إليها سمع رجلا يتلو ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق، فقال: يا رب قد آن فرجع، فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها رفقة، فقال بعضهم: نرتحل؟، وقال قوم: حتى نصبح، فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا، فبات الفضيل، وأمنهم، وجاور بالحرم حتى مات.
إبراهيم بن الليث النخشبي: حدثنا علي بن خشرم، قال: أخبرني رجل من جيران الفضيل من أبيورد قال: كان الفضيل يقطع الطريق وحده، فبينا هو ذات ليلة، وقد انتهت إليه القافلة، فقال بعضهم: اعدلوا بنا إلى هذه القرية، فإن الفضيل يقطع الطريق، فسمع ذلك فأرعد، فقال: يا قوم جوزوا، والله لأجتهدن أن لا أعصي الله.
وجاء نحوها من وجه آخر فيه ابن جهضم، وهو ساقط.
وفي الجملة فالشرك أعظم من كل إفك، وقد أسلم خلق صاروا أفضل هذه الأمة، نسأل الله أن يأخذ بنواصينا إلى طاعته، فإن قلوب العباد بيده يصرفها كيف يشاء.