روى عنه الدّبيثي، والسّيف، والتّقي ابن الواسطي، والشمس ابن الزّين. وآخر من روى عنه العماد إسماعيل ابن الطّبّال شيخ المستنصرية.
وقرأت بخطّ ابن نقطة: أن ابن قنيدة سمع صحيح البخاري، ومسند الدّارمي، ومنتخب عبد بن حميد، ومسند الشافعي. وكان سماعه صحيحًا.
وتوفّي في الثالث والعشرين من شوّال، وقد جاوز الثمانين.
٣٧٩ - موسى ابن الفقيه علي بن فيّاض بن علي، الإمام أبو عمران الأزدي الإسكندراني المالكي.
درّس، وأفتى. وحدّث عن السّلفي. وكان أبوه من أصحاب أبي بكر الطّرطوشي.
وتوفّي في الثامن والعشرين من جمادى الآخرة.
٣٨٠ - ياقوت بن عبد الله شهاب الدّين الرّومي الحموي البغدادي.
ابتاعه - وهو صغير - عسكرٌ الحموي التّاجر ببغداد، وعلّمه الخطّ. فلما كبر قرأ النّحو واللّغة، وشغّله مولاه بالأسفار في التّجارة، ثمّ جرت بينه وبين مولاه أمور أوجبت عتقه، وإبعاده عنه. فاشتغل بالنّسخ بالأجرة، فحصل له اطّلاعٌ ومعرفة، وكان من الأذكياء. ثمّ أعطاه مولاه بضاعة فسافر له إلى كيش. ثمّ مات مولاه، وحصل شيئًا كان يسافر به. وكان منحرفًا فإنّه طالع كتب الخوارج، فوقر في ذهنه شيء. ودخل دمشق سنة ثلاث عشرة، فتناظر هو وإنسان، فبدا منه تنقّصٌ لعلي رضي الله عنه، فثار النّاس عليه وكادوا يقتلونه، فهرب إلى حلب، ثمّ إلى الموصل وإربل، ودخل خراسان، واستوطن مرو يتّجر، ثمّ دخل خوارزم، فصادفه خروج التّتار فانهزم بنفسه، وقاسى الشّدائد، وتوصّل إلى الموصل وهو فقير داثر، ثمّ قدم حلب فأقام في خان بظاهرها.