القاسم بن صصرى، وزين الأمناء، وطبقتهم بدمشق. ومنصور ابن المعوج، وإبراهيم بن عثمان الكاشغري، وإلياس بن أنجب الغراد، وجماعة ببغداد. والحسن بن دينار، وابن الطفيل، وجماعة بمصر. ومحمد بن عمر القرطبي بالمدينة. وهبة الله ابن الواعظ بالإسكندرية. وقرأ بالسبع على الفاسي، وخرج له شيخنا ابن الظاهري معجما في مجلدة، وأجاز له المؤيد الطوسي وجماعة.
وكان صدرا معظما، مهيبا محتشما، ذا دين وتعبد وأوراد وسيرة حميدة، لولا بأو فيه وتيه، رحمه الله. وكان إماما، مفتيا، مدرسا، بارعا في المذهب، عارفا بالأدب. وهو أول حنفي ولي خطابة جامع الحاكم، ودرس بالظاهرية التي بالقاهرة، وحضر السلطان وهو لم يأت بعد، فطلبه السلطان فقيل: حتى يقضي ورده الضحى. ثم جاء وقد تكامل الناس، فقام كلهم له ولم يقم هو لأحد. ثم قدم على قضاء الشام، وكان بزي الوزراء والرؤساء، لم يعبأ بالمنصب ولا غير لبسه، ولا وسع كمه. وقد مر ليلة بوادي الربيعة وهو مخوف إذ ذاك، فنزل وصلى ورده بين العشائين والغلمان ينتظرونه بالخيل، فلما فرغ ركب وسار.
ثم وجدت أنه ولد في جمادى الأول سنة أربع عشرة.
وكان يتواضع للصالحين، ويعتقد فيهم. وقد درس بدمشق بعدة مدارس. وسمع منه ابن الظاهري، والدمياطي، والحارثي، وشرف الدين الحسن ابن الصيرفي، وقطب الدين ابن القسطلاني، وبهاء الدين يوسف ابن العجمي، وعلاء الدين ابن العطار، وشمس الدين ابن جعوان، ومجد الدين ابن الصيرفي، والقاضي شمس الدين محمد ابن الصفي، وجماعة كثيرة. وأجاز لي مروياته.
وتوفي في سادس عشر ربيع الآخر، ودفن بتربته قبالة جوسق ابن العديم عند زاوية الحريري، وكان يوما مشهودا، ورثته الشعراء، فمن ذلك ما أنشدني المولى القاضي شهاب الدين محمود بن سلمان الكاتب لنفسه: