ومن كلامه: أحسن العبيد حالاً من كان محمولاً في أفعاله وأحواله، لا يشاهد غير واحد، ولا يأنس إلا به، ولا يشتاق إلا إليه.
وهذا هو أبو الحسن المزين الصغير. فأما: أبو الحسن المزين الكبير فبغدادي أيضاً، له ترجمة في تاريخ السلمي، مختصرة، وأنه جاور بمكة سنين ومات بها. واسمه علي بن محمد.
* أبو سعيد الإصطخري هو حسن بن أحمد. تقدم.
٤٢٢ - أبو محمد المرتعش الزاهد، هو عبد الله بن محمد.
نيسابوري من محلة الحيرة. صحب أبا حفص، وأبا عثمان ببلده، والجنيد. وأقام ببغداد وصار أحد مشايخ العراق.
قال أبو عبد الله الرازي: كان مشايخ العراق يقولون: عجائب بغداد في التصوف ثلاثة: إشارات الشبلي، ونكت أبي محمد المرتعش، وحكايات جعفر الخلدي. وكان المرتعش بمسجد الشونيزية.
قلت: وحكى عنه محمد بن عبد الله الرازي، وأحمد بن عطاء الروذباري، وأحمد بن علي بن جعفر.
وسئل بماذا ينال العبد المحبة؟ قال: بموالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه.
وقيل له: إن فلاناً يمشي على الماء. فقال: عندي أن من مكنه الله من مخالفة هواه، أعظم من المشي على الماء.
وسئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: رؤية فضل الله.
وسماه الخطيب جعفراً، وقال: كان من ذوي الأموال فتخلى عنها، وسافر الكثير. ثم سكن بغداد.