للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢٢ - عبد السلام ابن الفقيه عبد الوهاب ابن الشيخ عبد القادر الجيلي، ركن الدين أبو منصور الذي أحرقت كتبهُ وتكلموا فيه.

وكان صديقاً لعلي ابن جمال الدين ابن الجوزي، والجامع بينهما قلة الدين.

قال شمس الدين أبو المظفر الواعظ (١): قال لي خالي أبو القاسم علي يوماً بعد موت جدي بيسير: لي صديقٌ يشتهي أن يراك، ولم يعرفني من هو، فمشيت معه، فأدخلني داراً فشممتُ رائحة الخمر، وإذا الركن عبد السلام وعنده مردان، وهو في حالة قبيحة، فلم أقعد، وخرجتُ، فصاح خالي والركن، فلم ألتفت، فتبعني خالي وقال: خجلتني من الرجل!! فقلت: لا جزاك الله خيراً! وأغلظتُ له (٢).

ولد الركن في سنة ثمانٍ وأربعين. وسمع من جده، وابن البطي، وجماعة. وقرأ بنفسه، وكتب، وأنكر عليه نظرهُ في علم النجوم، ثم درس بمدرسة جده وغيرها. وولي عدة ولايات، وتوفي في ثالث رجب (٣).

قال ابن النجار (٤): ظهر عليه أشياء بخطه من العزائم وتبخير الكواكب ومخاطبتها بالإلهية، وأنها المدبرة للخلق، فأحضر وأوقف على ذلك، فأقر أنه كتبهُ مُعجباً لا معتقداً، فأحرق ذلك مع كتبٍ بخطه في الفلسفة، وكان يوماً مشهوداً وذلك في سنة ثمان وثمانين. وسلم ما كان بيديه في المدرستين إلى ابن الجوزي. ثم بعد مدة أعيدتا إليه. ثم بعد الستمائة رتب عميداً ببغداد مستوفياً للمكس وللضرائب، ومُكنت يده، وشرع في الظلم والعسف. ثم بعد مدة حبس وغرم وخمل. سمع من أحمد ابن المقرب، ومن جده. ولم يحدث


(١) مرآة الزمان ٨/ ٥٧١.
(٢) إلى هنا انتهى كلام السِّبْط.
(٣) نقل الذهبي مولد الرجل وشيوخه وتاريخ وفاته من تكملة المنذري ٢/ الترجمة ١٣٤٨؛ وإن لم يُشِر إلى ذلك.
(٤) أضاف الذهبي النقل عن ابن النجار بأخرة، فجاءت الإضافة في هامش النسخة التي بخطه. وكان من أسباب النقمة على الركن عبد السلام تعصب ابن الجوزي عليه، وحقد الوزير ابن يونس على عائلته؛ نعوذ باللّه من الأهواء!