سمعت أبا الأسعد هبة الرحمن القشيري يقول: سئل جدّك أبو المظفّر في مدرستنا هذه، بحضور والدي، عن أحاديث الصّفات فقال: عليكم بدين العجائز، ثمّ قال: غصت في كلّ بحرٍ، وانقطعت في كلّ بادية، ووضعت رأسي على كلّ عتبة، ودخلت من كل باب، وقد قال هذا السّيّد، وأشار إلى أبي علي الدّقّاق، أو إلى أبي القاسم القشيري: لله وصفٌ خاصٌ لا يعرفه غيره.
ولد جدّي في ذي الحجة سنة ستّ وعشرين وأربعمائة، وتوفّي يوم الجمعة الثّالث والعشرين من ربيع الأوّل.
٣٣١ - هشام بن أحمد بن خالد بن سعيد، أبو الوليد الكناني الطّليطلي، ويعرف بالوقّشي، ووقّش قرية على اثني عشر ميلاً من طليطلة.
أخذ العلم عن أبي عمر الطّلمنكي، وأبي محمد بن عبّاس الخطيب، وأبي عمرو السّفاقسي، وأبي عمر ابن الحذّاء، وجماعة.
قال أبو القاسم صاعد: أبو الوليد الوقّشي أحد رجال الكمال في وقته، باحتوائه على فنون المعارف، وجمعه لكليات العلوم، هو من أعلم النّاس بالنّحّو، واللّغة، ومعاني الشّعر، وعلم العروض، وصناعة البلاغة، بليغ، شاعر، حافظ للسّنن وأسماء الرّجال، بصير بالاعتقادات وأصول الفقه، واقف على كثير من فتاوى فقهاء الأمصار، نافذ في علوم الشّروط والفرائض، متحقّق بعلم الحساب والهندسة، مشرف على جميع آراء الحكماء، حسن النّقد للمذاهب، ثاقب الذّهن، يجمع إلى ذلك آداب الأخلاق، مع حسن المعاشرة، ولين الكنف، وصدق اللهجة.
وقال ابن بشكوال: أخبرنا عنه أبو بحر الأسدي، وكان مختصاً به، وكان يعظّمه ويقدّمه على من لقيه من شيوخه، ويصفه بالاستبحار في العلوم، وقد نسبت إليه أشياء الله أعلم بحقيقتها، وسائله عنها ومجازيه بها.
وكان الشّيخ أبو محمد الريولي يقول فيه:
وكان من العلوم بحيث يقضى له في كلّ علمٍ بالجميع وقال عتيق بن عبد الحميد: توفّي في جمادى الآخرة، وكان مولده سنة ثمانٍ وأربعمائة.