روى لنا عنه أبو العلاء الفرضي وقال: كان إمامًا، زاهدًا، قانتًا، ربانيا، صمدانيا، مفتيا، محققا، محدثا، مشارا إليه في حل مشكلات الكشاف جامعا لأنواع العلوم، مدرسا، عارفًا بالفقه والأصلين والتفسير، سخيًا، جوادًا، مشفقًا على الطلبة حج، ودخل الشام وعاد إلى بلاده، توفي في شعبان.
قال: وكان على قاعدة السلف علمًا وعملاً، قد جزأ الليل، فالثلث الأول للراحة والثاني للعبادة والثالث لمطالعة العلم، وكان يتلألأ وجهه نورًا، فلم تر عيناي مثله في سمته وحسن طريقته، قرأ سائر العلوم على شمس الأئمة محمد بن عبد الستار الكردري، وسمع منه ومن: عبد الله بن إبراهيم المحبوبي وأبي رشيد الغزال وغيرهم، وكان شيخ الإسلام ببلاد المشرق، رحمة الله عليه.
١٦٤ - الحسن بن عيسى بن حسن الشيخ نجم الدين ابن أخي قاضي القضاة برهان الدين الخضر الزرزاري، السنجاري، ثم المصري.
روى عن الساوي وسبط السلفي، ومات في رجب.
١٦٥ - حسين بن داود، المجود، شمس الدين الشهرزوري، الكاتب، شيخ معمر جاوز التسعين وحدث عن التاج بن أبي جعفر ومحمد بن أبي العجائز، وكتب عليه جماعة منهم العلامة شرف الدين أحمد ابن المقدسي وتوفي بجبل قاسيون في رجب.
١٦٦ - خليل بن قلاوون، السلطان، الملك، الأشرف، صلاح الدين ولد السلطان الملك المنصور سيف الدين، الصالحي النجمي.
جلس على تخت الملك في ذي القعدة سنة تسع وثمانين وستمائة، واستفتح الملك بالجهاد وسار، فنازل عكا، وافتتحها ونظف الشام كله من الفرنج، ثم سار في السنة الثانية فنازل قلعة الروم وحاصرها خمسة وعشرين يومًا وافتتحها وفي السنة الثالثة جاءته مفاتيح قلعة بهنسا من غير قتال إلى دمشق، ولو طالت حياته لأخذ العراق وغيرها، فإنه كان بطلاً شجاعًا، مقدامًا، مهيبًا، عالي الهمة يملأ العين ويرجف القلب.