وصاحب صهيون، وبرزبة مظفَّر الدّين عثمان بن منكورس، وصاحب حماة الملك المنصور، وصاحب تلّ باشِر والرَّحبة وتدْمر وزلوبيا الأشرف موسى ابن الملك المجاهد إبراهيم ابن صاحب حمص، وصاحب مكّة قتادة الحسني، وصاحب ماردين الملك السّعيد إيل غازي الأُرْتُقيّ، وصاحب اليمن الملك المظفَّر يوسف بن عمر، وصاحب الرّوم رُكن الدّين وأخوه عزّ الدّين، وصاحب خُراسان وما وراء النّهر والخطا القاءان ملك التّتار.
[ظهور النار بالمدينة]
قال أبو شامة: جاء إلى دمشق كُتُبٌ من المدينة بخروج نارٍ عندهم في خامس جُمادى الآخرة، وكُتِبت الكُتب في خامس رجب، والنّار بحالها بعدُ، ووصلت إلينا الكتب في شعبان، فأخبرني من أثق به ممّن شاهدها بالمدينة أنه بلغه أنه كُتب بتَيماء على ضوئها الكُتُب، قال: وكنّا في بيوتنا بالمدينة تلك اللّيالي، وكأنَّ في دار كلّ واحدٍ سراجًا. ولم يكن لها حر ولا لفحٌ على عظمها، إنّما كانت آية.
قال أبو شامة: وهذه صورة ما وقفت عليه من الكتب: لمّا كانت ليلة الأربعاء ثالث جمادى الآخرة ظهر بالمدينة دَوِيٌّ عظيم ثمّ زلزلةٌ عظيمة فكانت ساعةً بعد ساعة إلى خامس الشَّهر، فظهرت نارٌ عظيمة في الحرّة قريبًا من قُريظة نبصرها من دُورنا من داخل المدينة كأنها عندنا، وسالت أودية منها إلى وادي شظا مسيل الماء، وقد سدّت مسيل شظا وما عاد يسيل، والله لقد طلعنا جماعةٌ نُبصرها فإذا الجبال تسيل نيرانا، وقد سدّت الحرَّة طريق الحاجّ العراقيّ، فسارت إلى أن وصلت إلى الحرَّة، فوقفت ورجعت تسير في الشّرق يخرج من وسطها مهود وجبال نار تأكل الحجارة، فيها أُنموذج ما أخبر الله: إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ. وقد أكلت الأرض. ولها الآن شهر وهي في زيادة، وقد عادت إلى الحرار في قُريظة طريق الحاج إلى بُحيرة العراقيّ كلّها نيران تشتعل نبصرها في الليل من المدينة كأنها