٤١٩ - عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض، قاضي القضاة عز الدين أبو حفص المقدسي، الحنبلي.
ولد سنة إحدى وثلاثين وستمائة، وسمع من جعفر الهمداني والضياء محمد، وحضر ابن اللتي وانتقل إلى القاهرة، فسمع بها من عبد الوهاب بن رواج وسبط السلفي، وتفقه بها على الشيخ شمس الدين ابن العماد، وبرع في المذهب ودرس وأفتى، وتزوج بابنة الشيخ زينب والدة قاضي الحنابلة اليوم.
سمعت منهما معًا، وكان مشكور السيرة، محمود الأحكام، متثبتًا في القضايا، ممن يركن إلى إثباته لدينه وثباته، وكان أبيض الرأس واللحية سمينًا، تام الشكل، كامل العقل، توفي في صفر.
٤٢٠ - عيسى بن يحيى بن أحمد بن محمد بن مسعود، الشيخ، المحدث، الإمام ضياء الدين أبو الهدى الأنصاري السبتي الصوفي.
ولد بسبتة سنة ثلاث عشرة وستمائة، وقدم في الصبا واستوطن القاهرة، وسكن دمشق مدة في الدولة الناصرية.
وحدث عن: أبي القاسم ابن الصفراوي ويوسف ابن المخيلي وعلي ابن المقير وعبد الرحيم بن الطفيل والحسن بن إبراهيم بن دينار وحمزة بن عمر الغزال وابن الصابوني وطائفة، وخرج له التقي عبيد أربعين تساعيات أبدالاً، سمعتها منه.
وكان مليح القراءة للحديث، حسن المعرفة، كبير الحرمة، ألبسني الخرقة وذكر لي أنه لبسها بمكة من الشيخ شهاب الدين السهروردي، وأنشدني في ذلك أبياتًا حسنة، يذكر فيها أنه ما رأى مثل الشيخ في العرفان، وكان متواضعًا، بسامًا، متنسكًا بزي الصوفية والفقهاء.
توفي في تاسع عشر رجب بالقاهرة فجاءة، وكان لشيخنا الدمياطي رفيقًا وصديقًا.