الحسن ابن الجندي، وابن جميع في معجمه.
١٦٠ - أبو بكر الشبلي، الصوفي المشهور، صاحب الأحوال.
اسمه دلف بن جحدر، وقيل: جعفر بن يونس، وقيل: جعفر بن دلف، وقيل غير ذلك. أصله من الشبلية، وهي قرية، ومولده بسر من رأى.
ولي خاله إمرة الإسكندرية، وولي أبوه حجابة الحجاب، وولي هو حجابة الموفق. فلما عُزل الموفق من ولاية العهد، حضر الشبلي يوماً مجلسٍ خيرٍ النساج وتاب فيه، وصحب الجنيد ومن في عصره. وصار أوحد الوقت حالاً وقالاً، في حال صحوه لا في حال غيبته.
وكان فقيهاً، مالكي المذهب. وسمع الحديث. حكى عنه: محمد بن عبد الله الرازي، ومنصور بن عبد الله الهروي، ومحمد بن الحسن البغدادي، وأبو القاسم عبد الله بن محمد الدمشقي، ومحمد بن أحمد الغساني، وجماعة.
وله كلام مشهور، وفي الكتب مسطور.
فعن الشبلي في قوله تعالى: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا}. قال: لو اطلعت على الكل لوليت منهم فراراً إلينا.
وقال مرةً: آه. فقيل: من إي شيء؟ قال: من كل شيء.
وقيل: إن ابن مجاهد قال للشبلي: أين في العلم إفساد ما ينتفع به؟ قال له: فأين قوله: {فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ}؟ ولكن أين معك يا مقرئ القرآن. إن المحب لا يعذب حبيبه. فسكت. قال: قوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} .. الآية.
وقال: ما قلت: الله، قط، إلا واستغفرت الله من قولي الله.
قال جعفر الخلدي: أحسن أحوال الشبلي أن يقال فيه مجنون، يريد أنه كثير الشطح، والمجنون رفع عنه القلم.
وقال السلمي: سمعت أبا بكر الأبهري يقول: سمعت الشبلي يقول: الانبساط بالقول مع الله ترك الأدب، وترك الأدب يوجب الطرد.
وقال أحمد بن عطاء: سمعت الشبلي قال: كتبت الحديث عشرين سنة،