٣٧٧ - أحمد بن إسماعيل بن يوسف، أبو الخير الطالقاني القزويني، الفقيه الشافعي، الواعظ، رضي الدين، أحد الأعلام.
ولد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بقزوين، وتفقه على الفقيه أبي بكر بن ملكداذ بن عليّ العمركي، ثم ارتحل إلى نيسابور، وتفقه على محمد بن يحيى الفقيه حتى برع في المذهب، وسمع الكثير من أبيه، ومن أبي الحسن عليّ الشافعي القزويني، وأبي عبد اللَّه محمد بن الفضل الفُراوي، وزاهر الشحامي، وعبد المنعم ابن القشيري، وعبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، وعبد الجبار الخواري، وهبة اللَّه بن سهل السيدي، وأبي نصر محمد بن عبد اللَّه الأرغياني، ووجيه بن طاهر، وسمع بالطَّابران من محمد بن المنتصر المتُّوثي، وببغداد من أبي الفتح ابن البطي.
ودرس ببلده مدةً، ثم درس ببغداد في سنة بضعٍ وخمسين ووعظ، وخلع عليه، وعاد إلى بلده، ثم قدمها قبل السبعين وخمسمائة، ودرّس بالنظامية.
قال ابن النجار: كان رئيس أصحاب الشافعي، وكان إمامًا في المذهب، والخلاف، والأصول، والتفسير، والوعظ، حدَّث بالكتب الكبار كـ صحيح مسلم، ومُسند إسحاق، وتاريخ نيسابور للحاكم، والسنن الكبير للبيهقي، ودلائل النبوة، والبعث والنشور له أيضًا، وأملى عدة مجالس، ووعظ، ونَفَق كلامه على الناس، وأقبلوا عليه لحسن سمته، وحلاوة منطقه، وكثرة محفوظاته، ثم قدم ثانيًا، وعقد مجلس الوعظ، وصارت وجوه الدولة ملتفتة إليه، وكثُر التعصب له من الأمراء والخواص، وأحبه العوام، وكان يجلس بالنظامية، وبجامع القصر، ويحضر مجلسه أممٌ، ثم ولي تدريس النظامية سنة تسعٍ وستين، وبقي مدرّسها إلى سنة ثمانين وخمسمائة، ثم عاد إلى بلده، وكان كثير العبادة والصلاة، دائم الذكر، قليل المأكل، وكان مجلسه كثير الخير، مشتملًا على التفسير، والحديث، والفقه، وحكايات الصالحين