ابن عدي: حدثنا أحمد بن عبد الله بن سابور، وما كتبته إلا عنه، قال: حدثنا الفضل بن الصباح، قال: حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي، عن حنظلة، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اغسلوا قتلاكم. غريب جدا، ورواته ثقات.
وهذا محمول على مَنْ قُتِلَ في غير مصاف، ولعل الغلط فيه من شيخ ابن عدي أو شيخ شيخه، والثقة قد يهم.
مات حنظلة في سنة إحدى وخمسين ومائة.
٢٩ – ع: حيوة بن شريح بن صفوان التجيبي أبو زرعة المصري الفقيه.
من رؤوس العلم والعمل بديار مصر. روى عن: ربيعة بن يزيد القصير، وعقبة بن مسلم، ويزيد بن أبي حبيب، وأبي يونس سليم بن جبير، وطائفة.
وعنه: ابن المبارك، وأبو وهب، وأبو عاصم، والمقرئ، وعبد الله بن يحيى البرلسي، وجماعة آخرهم موتا هانئ بن المتوكل الإسكندراني.
وثقه أحمد وغيره.
وقال ابن وهب: ما رأيت أحدا أشد استخفاء بعمله من حيوة، وكان يعرف بالإجابة، يعني: في الدعاء.
وقال ابن المبارك: وصف لي حيوة، فكانت رؤيته أكبر من صفته.
وقال ابن وهب: كان حيوة يأخذ عطاء في السنة ستين دينارا، فلم يطلع إلى منزله حتى يتصدق بها ثم يجيء إلى منزله فيجدها تحت فراشه، وبلغ ذلك ابن عم له فأخذ عطاءه فتصدق به كله، وجاء إلى تحت فراشه، فلم يجد شيئا، قال: فشكا إلى حيوة، فقال: أنا أعطيت ربي بيقين، وأنت أعطيته تجربة.
وكنا نجلس إلى حيوة للفقه فيقول: أبدلني الله بكم عمودا أقوم وراءه أصلي، ثم فعل ذلك.
وروى أحمد بن سهل الأردني، عن خالد بن الفزر قال: كان حيوة بن شريح من البكائين، وكان ضيق الحال جدا فجلست، وهو متخل يدعو