وسيما حسن الرواء إلا خلع عليه وأمره، وغلف لحيته بالغالية، فسموا قواد الغالية، وأعطى كل واحد خمسمائة درهم وقارورة غالية.
ثم كاتب طاهر قواد الأمين فاستمالهم، فشغبوا على الأمين، وذلك لست خلون من ذي الحجة، فشاور قواده، فقيل له: تدارك أمرهم، فبذل فيهم العطاء فأسرف، ونزل معسكرا بالبستان، ففتح أهل السجون السجون وخرجوا، ووثب على العامة الشطار، وساءت حال الناس، وعظم الشر.
[سنة سبع وتسعين]
توفي فيها: أحمد بن بشير أبو بكر الكوفي، بقية بن الوليد أبو يحمد الكلاعي، إبراهيم بن عيينة أخو سفيان، بهز بن أسد بصري ثقة، ربعي بن علية أبو الحسن أخو إسماعيل، الحسن بن حبيب بن ندبة بصري، زيد بن أبي الزرقاء الموصلي، سلامة بن روح الأيلي عن عقيل، شعيب بن حرب المدائني الزاهد، عبد الله بن وهب أبو محمد بمصر، عبد العزيز بن عمران الزهري المدني، الفضل بن عنبسة الواسطي ثقة، القاسم بن يحيى بن عطاء بن مقدم حدث فيها، محمد بن فليح بن سليمان المدني، هشام بن يوسف الصنعاني الفقيه، ورش المقرئ واسمه عثمان بن سعيد، وكيع بن الجراح الرؤاسي الإمام، أبو سعيد مولى بني هاشم هو عبد الرحمن.
وفيها لحق القاسم الملقب بالمؤتمن - وهو أخو الأمين - ومنصور بن المهدي بالمأمون.
وفيها نزل زهير بن المسيب الضبي بكلواذا، ونصب المجانيق، واحتفر الخندق، وجعل يخرج في الأوقات عند اشتغال الجند بحرب طاهر، فيرمي بالمجانيق والعرادات من أقبل وأدبر، ويعشر أموال التجار، وجعل يؤذي المسلمين، فأتوا طاهرا يشكون منه، وبلغ ذلك هرثمة بن أعين، فأمده بالجنود.
ثم نزل هرثمة نهر تير وبنى عليه حائطا وخندقا، وأعد المجانيق، وأنزل