الوقائع في المسلمين، مغرىً بإراقة دماء المؤذنين، إذا رأى الفرصة انتهزها، وإذا طلبته الكماة أعجزها، وهو مع ذلك بقراط في إدامه، وجالينوس في اعتدال طعامه، غداؤه حمام أو دجاج، وعشاه تدرج أو دراج.
قال ابن حزم: توفي في جمادى الأولى، وصلى عليه أبو الحزم جهور بن محمد، وكان حين وفاته حامل لواء الشعر والبلاغة، لم يخلف له نظيرا في هذين العلمين، وولد سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، وانقرض عقب الوزير والده بموته، وكان سمحا جوادا، وكانت علته ضيق النفس والنفخ.
قال ابن ماكولا: يقال إنه جاحظ الأندلس.
١٩٢ - إبراهيم بن جعفر بن أبي الكرام، أبو إسحاق المصري، أخو محسن.
سمع من الرازي فمن دونه - الرازي هو أحمد بن إسحاق بن عتبة - وسمع منه: خلف الحوفي والخلعي.
١٩٣ - أصبغ بن محمد بن أصبغ بن السمح، أبو القاسم المهري القرطبي، صاحب الهندسة.
كان من أهل البراعة في الهندسة والعدد والنجامة والطب، وهذه الأشياء. أخذ عن مسلمة بن أحمد المرخيطي، وسكن غرناطة، وتقدم عند صاحبها وتمول، وله تصانيف.
توفي في رجب كهلا.
أخذ عنه سليمان بن محمد بن الناشئ المهندس، وغيره. وله مصنفات.
١٩٤ - ثابت بن محمد بن وهب بن عياش، أبو القاسم الأموي الإشبيلي.
روى عن أبي عيسى الليثي، والقاضي بن السليم، وابن القوطية، ومحمد بن حارث، وجماعة، وكان من أهل الطهارة والعفاف والجهاد.