أصبهان، فقيل: كان مملوكاً لأبي سعيد الحداد الذي قتله الوزير عام أول، وقيل: كان باطنياً، فأثخن الوزير بالجراحات. ووزر بعده الخطير أبو منصور الميبذي الذي كان وزير السلطان محمد، وكان في حصار أصبهان متسلماً بعض السور، وطالبه محمد بمال للجند، ففارقه في الليل وخرج إلى مدينة ميبذ، وتحصن بها، فبعث بركياروق من حاصره، فنزل بالأمان، ثم رضي عنه بركياروق واستوزره.
وفيها كانت فتنة كبيرة بين شحنة بغداد إيلغازي بن أرتق وبين العامة. أتى جندي من أصحابه ملاحاً ليعبر به وبجماعة، فتأخر، فرماه بنشابةٍ فقتله، فأخذت العامة القاتل، وجروه إلى باب النوبي، فلقيهم ابن إيلغازي فخلصه، فرجمتهم العامة، فتألم إيلغازي، وعبر بأصحابه إلى محلة الملاحين، فنهبوها، وانتشر الشطار، فعاثوا هناك وبدعوا، وغرق جماعة، وقتل آخرون، واستفحل الشر، وجمع إيلغازي التركماني جمعا، وأراد نهب الجانب الغربي من بغداد، ثم لطف الله تعالى.
وفيها مات صاحب الموصل قوام الدولة كربوقا التركي في ذي القعدة عند مدينة خوي، وكان السلطان بركياروق قد أرسله في العام الماضي إلى أذربيجان، فاستولى على أكثرها، ومرض ثلاثة عشر يوما، ودفن بخوي، وأوصى أمراءه بطاعة سنقرجاه، فسار بهم ودخل الموصل، وأقام ثلاثة أيام. وكان كبراؤها قد كاتبوا الأمير موسى التركماني، وهو بحصن كيفا، ينوب عن كربوقا، فسار مجداً، فظن سنقرجاه أنه قدم إلى خدمته، فخرج يتلقاه، ثم ترجل كل واحد منهما إلى الآخر، واعتنقا، وبكيا على كربوقا، ثم ركبا، فقال سنقرجاه: أنا مقصودي المخدة والمنصب، وأما الولايات والأموال فلكم، فقال موسى: الأمر في هذا إلى السلطان، ثم تنافسا في الحديث، فجذب سنقرجاه سيفه، وضرب موسى صفحاً على رأسه فجرحه، فألقى موسى نفسه، وجذب سنقرجاه إلى الأرض ألقاه، وجذب بعض خواص موسى سكيناً قتل بها سنقرجاه، ودخل موسى البلد، وخلع على أصحاب سنقرجاه، وطيب قلوبهم، وحكم على الموصل.
ثم غدر به عسكره، وانضموا إلى شمس الدولة جكرمش صاحب جزيرة ابن عمر، وسار جكرمش فافتتح نصيبين، ثم نازل الموصل، وحاصر موسى