للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحبشة، يقال: آخى رسول الله بينه وبين أوس بن خولي. وبعثه النبي على سرية أربعة وعشرين رجلا، فأصابوا نعما وشاء. وكان رسول رسول الله إلى الحارث بن أبي شمر الغساني، بدمشق بالغوطة، فلم يسلم، وأسلم حاجبه مري.

وشهد شجاع بدرا والمشاهد، واستشهد باليمامة عن بضع وأربعين سنة. وكان من حلفاء بني عبد شمس (١).

م د: زيد بن الخطاب بن نفيل العدوي القرشي، أبو عبد الرحمن

كان أسن من عمر، وأسلم قبله. وكان طويلا بمرة، أسمر، شهد بدرا والمشاهد. قال له عمر يوم بدر (٢): خذ درعي، قال: إني أريد من الشهادة كما تريد، فتركاها.

وكان له من لبابة بنت أبي لبابة بن عبد المنذر ولد اسمه عبد الرحمن. وقيل: آخى رسول الله بين زيد ومعن بن عدي العجلاني، واستشهد باليمامة.

وقد روى عاصم بن عبيد الله عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن أبيه قال: قال رسول الله : أرقاءكم أرقاءكم! أطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون … الحديث (٣).

وجاء أن راية المسلمين يوم اليمامة كانت مع زيد، فلم يزل يتقدم بها في نحر العدو، ثم قاتل حتى قتل. فأخذها سالم مولى أبي حذيفة. وكان زيد يقول ويصيح: اللهم، إني أعتذر إليك من فرار أصحابي، وأبرأ إليك مما جاء به مسيلمة ومحكم بن الطفيل (٤).


(١) انظر طبقات ابن سعد ٣/ ٩٤ - ٩٥.
(٢) كتب المصنف في حاشية نسخته: "خ: أحد" أي: في نسخة أخرى: "أحد" وصحح عليها.
(٣) هكذا نسب هذا الحديث إلى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب متابعًا رواية ابن سعد في الطبقات ٣/ ٣٧٧، وهو عنده من رواية أبي أحمد الزبيري عن سفيان، وهو ممن يخطئ في حديث سفيان. والصواب في هذا أنه من حديث عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، عن أبيه، كما في مسند أحمد ٤/ ٣٥، ومصنف عبد الرزاق (١٧٩٣٥).
(٤) انظر طبقات ابن سعد ٣/ ٣٧٧ - ٣٧٨.