يعقوب بن يوسف أبو العباس الوراق قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: حدثنا بشر بن بكر، فذكر حديثين.
قلت: بين وفاة أحمد بن المبارك هذا، وهو حافظ مشهور سمع من قتيبة وطبقته، وبين وفاة أبي نعيم الذي يروي بالإجازة عن الأصم مائة وأربعون سنة وست سنين.
قال الحاكم: حضرت أبا العباس يومًا خرج ليؤذن للعصر، فوقف وقال بصوتٍ عال: أخبرنا الربيع بن سليمان قال: أخبرنا الشافعي، ثم ضحك وضحك الناس، ثم أذن. وسمعت أبا العباس يقول: رأيت أبي في المنام فقال لي: عليك بكتاب البويطي، فليس في كتب الشافعي كتابٌ أقل خطأ منه.
٢٤٤ - وهب بن مسرة بن مفرج بن بكر، أبو الحزم التميمي الأندلسي الحجاري.
سمع بقرطبة: محمد بن وضاح، وعبيد الله بن يحيى بن يحيى، وأحمد بن الراضي، والأعناقي. وببلده من: أبي وهب بن أبي نخيلة، ومحمد بن عزرة.
وكان حافظًا للفقه، بصيرًا به وبالحديث والعلل والرجال مع ورع وفضل. دارت عليه الفتيا بموضعه، وله أوضاع حسنة. واستقدم إلى قرطبة وأخرجت إليه أصول ابن وضاح التي سمع منها، فسمعت منه. وسمع منه عالم عظيم. أخذ عنه: أبو محمد القلعي، وأحمد بن العجوز والد الشيخ عبد الرحيم، ومحمد بن علي ابن الشيخ السبتي، وأبو عمر أحمد بن محمد بن الجسور، وأحمد بن القاسم التاهرتي، وآخرون.
وتوفي ببلده بعد رجوعه من قرطبة في نصف شعبان، وسمع الإمامان، أبو محمد بن حزم، وابن عبد البر من أصحابه. وحدث بمسند ابن أبي شيبة.