٣٢ - الفضل بن الحسين بن إبراهيم بن سليمان، أبو المجد الحميري، البانياسي، الرئيس عفيف الدين. من كبار شيوخ دمشق.
وُلد بها في رجب سنة خمسٍ وتسعين وأربعمائة. وهو آخر من حدَّث عن أبي القاسم الكلابي. وحدث أيضًا عن أبي الحسن علي، وأبي الفضل محمد ابني الحسن ابن الموازيني، وغيرهم.
روى عنه موفق الدّين الحنبلي، والبهاء عبد الرحمن، والحافظ الضياء، وعبد الرحمن بن أبي حَرمي المكي، وآخرون.
وتوفي في سابع شوال.
ولم يكن من بانياس، وإنما خزن مرةً أرُزًا كثيرًا من بانياس، فكان الرزازون يقول أحدهم: اذهبوا بنا نشتري من البانياسي. وإليه يُنسب الدَّرب الذي في الكتانيين.
٣٣ - محمد ابن الملك أسد الدّين شيركوه بن شاذي بن مروان. الملك القاهر ناصر الدين، صاحب حمص، ابن عم صلاح الدّين.
تُوفي بحمص يوم عرفة، وقت الوقفة، بمرضٍ حادٍ مزعج، وتملَّك حمص بعده ولده الملك المجاهد أسد الدّين شيركوه فطالت أيامه.
وكان السّلطان صلاح الدّين قد مرض في هذه السنة بحران في شوال حتى اشتد مرضه وأوصى، فسار من عنده ناصر الدّين محمد واجتاز بحلب، وأخذ جماعة من الأحداث وأعطاهم مالًا ووعدهم، وقدِم حمصَ فكاتب أهل دمشق بأن تكون له دمشق إن مات ابن عمه. ثم عوفي صلاح الدّين.
وقيل: إنه سكر فقتله الخمر، وقيل: ابن عمه سقاه سُمًّا، ونقلته زوجته بنت عمه ست الشام بنت أيوب إلى تربتها بمدرستها الشامية بظاهر دمشق، ودفنته عند أخيها شمس الدولة تورانشاه.
وكان موصوفًا بالشجاعة والإقدام، له نفسٌ أبيه، وهمة أيوبية.
قال ابن واصل: شرب خمرًا فأكثر منها فأصبح ميتًا. فأقطع السّلطان لولده الملك المجاهد وله اثنتا عشرة سنة، فتملك حمص بضعًا وخمسين سنة.
وذكر العماد الكاتب أن التركة بلغت ما قيمته ألف ألف دينار.