كنت جالسا مع سعيد بن المسيب بالسوق، فمر بريد لبني مروان، فقال له سعيد: من رسل بني مروان أنت؟ قال: نعم. قال: فكيف تركتهم؟ قال: بخير. قال: تركتهم يجيعون الناس ويشبعون الكلاب؟ قال: فاشرأب الرسول، فقمت إليه، فلم أزل أزجيه حتى انطلق، ثم قلت لسعيد: يغفر الله لك، تشيط بدمك بالكلمة هكذا تلقيها! قال: اسكت يا أحيمق، فوالله لا يسلمني الله ما أخذت بحقوقه.
وقال سلام بن مسكين: حدثنا عمران بن عبد الله قال: أرى نفس سعيد بن المسيب كانت أهون عليه في الله من نفس ذباب.
وعن علي بن الحسين زين العابدين قال: سعيد بن المسيب أعلم الناس بما تقدم من الآثار وأفقههم في رأيه.
وقال مالك: بلغني أن سعيد بن المسيب قال: إن كنت لأسير الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد.
وقال أبو يونس القوي: دخلت المسجد فإذا سعيد بن المسيب جالس وحده، فقلت: ما له؟ قالوا: نهي أن يجالسه أحد.
وكان ابن المسيب إماما أيضا في تعبير الرؤيا.
قال أبو طالب: قلت لأحمد بن حنبل: سعيد بن المسيب عن عمر حجة؟ قال: هو عندنا حجة، قد رأى عمر وسمع منه، إذا لم يقبل سعيد عن عمر فمن يقبل؟!
قال ابن أبي خيثمة في تاريخه: حدثنا لوين قال: حدثنا عبد الحميد بن سليمان، عن أبي حازم، عن ابن المسيب قال: لو رأيتني ليالي الحرة وما في المسجد غيري، ما يأتي وقت صلاة إلا سمعت الأذان من القبر، ثم أقيم فأصلي، وإن أهل الشام ليدخلون المسجد زمرا فيقولون: انظروا إلى هذا الشيخ المجنون.
قلت: عبد الحميد ليس بثقة.
وقال وكيع: حدثنا مسعر، عن سعد بن إبراهيم، سمع سعيد بن المسيب يقول: ما أحد أعلم بقضاءٍ قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر مني.
ومن مفردات سعيد بن المسيب أن المطلقة ثلاثا تحل للأول بمجرد عقد الثاني من غير وطء.