للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى والي مصر بنفيه، فمات قبل وصول الكتاب رحمه الله تعالى بمسجد المصنع.

قال: وكان يصلي كل يوم وليلة ثلاث مائة ركعة ورد الإمام أحمد بن حنبل. وكان يقوم الليل عامة دهره، ويحمل ما أمكنه إلى بيوت الأرامل واليتامى سراً. وكان أوحد زمانه في علم الحديث.

وقال الضياء: سمعت بعض أصحابنا يقول: إن الحافظ أمر أن يكتب اعتقاده، فكتب: أقول كذا لقول الله تعالى كذا، وأقول كذا لقول النبي صلى الله عليه وسلم كذا. حتى فرغ من المسائل التي يخالفونه فيها، فلما وقف عليها الملك الكامل قال: أيش أقول في هذا؟ يقول بقول الله وقول رسوله؟ فخلى عنه. فصل

قال: وسمعت أبا موسى بن عبد الغني قال: كنت مع والدي بمصر وهو يذكر فضائل سفيان الثوري. فقلت في نفسي: إنّ والدي مثله. قال: فالتفت إلي وقال: أين نحن من أولئك؟

سمعتُ الزاهد إبراهيم بن محمود البعلبكي يقول: كنتُ يومًا عند الشيخ عماد الدين، وقد جاء تجارٌ، فحدثوه أنهم رأوا، أو قال: يُرى، النور على قبر الحافظ عبد الغني كل ليلة، أو كل ليلة جمعة. شك إبراهيم.

سمعت الإمام أبا العباس أحمد بن محمد بن عبد الغني، قال: رأيتُ البارحة الكمال عبد الرحيم - يعني أخي - وعليه ثوب أبيض. فقلت: أين أنت؟ قال: في جنة عدن. فقلت: أيما أفضل الحافظ عبد الغني، أو الشيخ أبو عمر؟ قال: ما أدري، وأما الحافظ فكل ليلة جمعة يُنصب له كرسي تحت العرش، ويقرأ عليه الحديث، ويُنثر عليه الدر، وهذا نصيبي منه. وكان في كُمه شيء، وقد أمسك بيده على رأس الكم.

وسمعتُ عبد الله بن الحسن بن محمد الكردي بحران، قال: رأيت الحافظ في المنام، فقلتُ له: يا سيدي، أليس قد مت؟ فقال: إن الله أبقى علي وردي من الصلاة. أو نحو هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>