للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن عدي (١): بلغني أن صالح بن محمد جزرة وقف خلف أبي الحسين عبد الله بن محمد السمناني وهو يحدث عن بركة الحلبي بتلك الأحاديث.

فقال صالح: يا أبا الحسين، ليس ذا بركة، ذا نقمة. قلت: وبركة متهم بالكذب.

وقال الحاكم: حدثنا أحمد بن سهل الفقيه قال: سمعت أبا علي يقول: كان بالبصرة أبو موسى الزمن في عقله شيء، فكان يقول: حدثنا عبد الوهاب، أعني ابن عبد المجيد، قال: حدثنا أيوب يعني: السختياني فدخل عليه أبو زرعة يومًا، فسأله عن حديثٍ فقال: حدثنا حجاج. فقلت: يعني ابن منهال. فقال أبو زرعة: أيش تعذب المسكين؟.

وقال: كنا في مجلس أبي علي، فلما قدم قال له رجل من المجلس: يا شيخ ما اسمك؟ قال: واثلة بن الأسقع. فكتب الرجل: حدثنا واثلة بن الأسقع.

وقال أبو الفضل بن إسحاق: كنت عند صالح بن محمد، ودخل عليه رجل من الرستاق، فأخذ يسأله عن أحوال الشيوخ، ويكتب جوابه، فقال: ما تقول في سفيان الثوري؟ فقال: ليس بثقة.

فكتب الرجل، فلمته، فقال: ما أعجبك من يسأل مثلي عن سفيان، لا تبالي، حكى عني أو لم يحك.

وقال أحمد بن سهل: كنت مع صالح، إذ أقبل ابنه، عن يمينه رجل أقصر منه، وعن يساره صبي، فقال لي صالح: يا أبا نصر، تبت.

وقيل: كان ابن صالح مغفلًا، قال: فقال صالح: سألت الله أن يرزقني ولدًا، فرزقني جملًا.

ولأبي علي جزرة نوادر ومجون، والله يرحمه.

توفي في شهر ذي الحجة، لثمانٍ بقين منه سنة ثلاثٍ وتسعين، وله بضع وثمانون سنة (٢).

٢٢٨ - صباح بن عبد الرحمن بن الفضل، أبو الغصن العتقي الأندلسي المرسي.

شيخ معمر عالي الإسناد.


(١) الكامل ٢/ ٤٨٠.
(٢) جل الترجمة من تاريخ الخطيب ١٠/ ٤٣٩ - ٤٤٦.