الله خالق كل شيء، وخالق أرواحنا وذواتنا وموتنا وحياتنا.
قال السلمي: وقيل له: إنك ذهبت إلى الناووس وطفت به وقلت: هذا طوافي، فقالوا له: إنك نقصت محل الكعبة، فقال: لا، ولكنهما مخلوقان، لكن جعل ثم فضل ليس ههنا، وهذا كمن يكرم الكلب لأنه خلق الله، فعوتب في ذلك سنين.
قلت: وهذه سقطة أخرى له، والله يغفر له، أفتكون قبلة الإسلام مثل القبور التي لعن من اتخذها مسجداً؟
قال السلمي: وسمعت جدي ابن نجيد يقول: منذ عرفت النصراباذي ما عرفت له جاهلية.
وقال الحاكم: هو لسان أهل الحقائق في عصره، وصاحب الأحوال الصحيحة، وكان جماعة للروايات ومن الرحالين في الحديث، وكان يورق قديماً، فلما وصل إلى علم الحقيقة ترك الوراقة وغاب عن نيسابور نيفاً وعشرين سنة، وكان يعظ ويذكر، ثم إنه في سنة خمس وستين حج وجاور بمكة، ثم لزم العبادة حتى توفي بها في ذي الحجّة سنة سبع، ودفن عند الفضيل بن عياض.
قال الحاكم: وبيعت كتبه وأنا ببغداد، وكشفت تلك الكتب عن أحوال، والله أعلم، وسمعته يقول، وعوتب في الروح، فقال لمن عاتبه: إن كان بعد الصديقين موحد فهو الحلاج.
وقال الخطيب: كان ثقة.
وقال أبو سعد الماليني: سمعته يقول: إذا أعطاكم حباكم، وإذا لم يعطكم حماكم، فشتان ما بين الحبا والحمى، فإذا حباك شغلك، وإذا حماك حملك.
وقال السلمي: قال النصراباذي: إذا أخبر الله عن آدم بصفة آدم، قال: وعصى آدم، وإذا أخبر عنه بفضله عليه قال: إن الله اصطفى آدم.