الموصل لدَين ركبه، وبقي بها مدة، وخرج إلى أذربيجان، ومات بها، كتبتُ عنه، وتوفي بمدينة خِلاط في رجب.
قلت: روى عنه يوسف بن كامل، والقاضي يوسف بن إسماعيل اللمغاني.
٦٠٣ - محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام، أبو الفتح بن أبي الحسن البغدادي، الكاتب.
من بيت رياسة ورواية، ولد سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، وسمّعه أبوه من رزق الله التميمي، وأبي الفضل بن خيرون، وأبي عبد الله الحُميدي، وابن طلحة النعالي، وطراد، ونصر بن البطر، وخرّج له أبوه مشيخة، وحدّث، وتوفي في سلخ صفر.
قلت: روى عنه عمر بن طبرزد، وابن الأخضر، وجماعة آخرهم حفيده الفتح بن عبد الله بن عبد السلام، وأخبرنا الأبرقوهي، عن الفتح، عنه بالجزء الأول من حديث سعدان بن نصر، وكان صدوقًا.
٦٠٤ - محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر الحافظ، أبو الفضل السُلامي.
توفي أبوه شابًا، ومحمد صغير، فكفله جده لأمه أبو حكيم الخبري، وسمّعه شيئًا يسيرًا، وحفّظه القرآن، وكان مولده ليلة نصف شعبان سنة سبع وستين وأربعمائة.
سمع أبا القاسم ابن البُسري، وأبا طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر، وعاصم بن الحسن، ومالكًا البانياسي، وأبا الغنائم بن أبي عثمان، ورزق الله التميمي، وطراد بن محمد الزينبي، وأبا عبد الله بن طلحة، وابن البطِر، وخلقًا من أصحاب أبي علي بن شاذان ومن بعدهم، وخلقًا من أصحاب ابن غيلان، والجوهري، وعُني بطلب الحديث أتم عناية، لكنه لم يرحل، وتفقّه على مذهب الشافعي، وقرأ الأدب واللغة على أبي زكريا التبريزي، ولازم أبا الحسين ابن الطيوري فأكثر عنه، ثم خالط الحنابلة ومال إليهم، وانتقل إلى مذهب أحمد لمنام رآه.
قال تلميذه أبو الفرج ابن الجوزي: كان حافظًا، ضابطًا، ثقة، متقنًا،