وصنّف المصنفات في القراءات مثل المبهج، والكفاية، والاختيار، والإيجاز.
وقرأ القرآن على جده، وعلى: الشريف عبد القاهر بن عبد السلام المكي، وأبي طاهر بن سِوار، وأبي الخطاب بن الجرّاح، وأبي المعالي ثابت بن بُندار، وأبي البركات محمد بن عبد الله الوكيل، والمقرئ المعمّر يحيى بن أحمد السيبي صاحب الحمّامي، وابن بدران الحلواني، وأبي الغنائم محمد بن علي النرسي، وأبي العز القلانسي، وغيرهم.
وتصدّر للقراءات والنحو، وأمّ بالمسجد المذكور من سنة سبع وثمانين وأربعمائة إلى أن توفي، وقرأ عليه خلق وختم عليه ما لا يُحصى، قاله أبو الفرج ابن الجوزي، وقال: قرأت عليه القرآن والحديث الكثير، ولم أسمع قارئًا قط أطيب صوتًا منه، ولا أحسن أداء على كبر سنه، وكان لطيف الأخلاق، ظاهر الكياسة والظرافة وحُسن المعاشرة للعوام والخواص.
قلت: وكان عارفًا باللغة، إمامًا في النحو والقراءات وعللها، ومعرفة رجالها، وله شعر حسن.
قال ابن السمعاني: كان متواضعًا، متوددًا، حسن القراءة في المحراب، خصوصًا في ليالي رمضان، كان يحضر عنده الناس لاستماع قراءته، وقد تخرّج عليه جماعة كبيرة، وختموا عليه القرآن، وله تصانيف في القراءات، وخولف في بعضها، وشنّعوا عليه، وسمعتُ أنه رجع عن ذلك، والله يغفر لنا وله، كتبت عنه، وعلقت عنه من شعره، فمنه:
ومن لم تؤدبه الليالي وصرفها فما ذاك إلا غائب العقل والحس يظن بأن الأمر جارٍ بحُكمه وليس له علم، أيُصبح أم يُمسي وله:
أيها الزائرون بعد وفاتي جدثًا ضمّني ولحدًا عميقا سترون الذي رأيت من المو ت عيانًا وتسلكون الطريقا
وقال أحمد بن صالح الجيلي: سار ذكره في الأغوار والأنجاد، ورأس