للزيارة والتبرك به. سمعتُ قطعة من منثور فوائده من أصحابه.
٥٣٥ - محمد بن أحمد بن عبد الملك بن موسى بن عبد الملك بن وليد بن أبي جمرة. مولى بني أمية الإمام أبو بكر بن أبي جمرة المرسي.
سمع الكثير من والده وعرض عليه المدونة، ومن أبي بكر بن أسود، وناوله تفسيره، ومن أبي محمد بن أبي جعفر. وأجاز له أبو الوليد بن رشد الفقيه، وأبو بحر بن العاص الأسدي، وأبو الحسن شريح، وجماعة كثيرة.
ذكره أبو عبد الله، فقال: عني بالرأي وحفظه، وولي خطة الشورى وهو ابن نيف وعشرين سنة، وقدم للفتيا مع شيوخه في سنة تسع وثلاثين وخمس مائة.
قلت: أفتى ستين سنة.
قال: وتقلد قضاء مرُسية، وشاطبة، وغير ذلك دفعات، وكان بصيرًا بمذهب مالك، عاكفًا على تدريسه، فصيحاً، حسن البيان، عدلًا في أحكامه، جزلًا في رأيه، عريقًا في النباهة والوجاهة. وله كتاب نتائج الأفكار ومناهج النظار في معاني الآثار، ألفه بعد الثمانين وخمس مائة عندما أوقع السلطان بأهل الرأي، وأمر بإحراق المدونة وغيرها من كتب الرأي. وله كتاب إقليد التقليد المؤدي إلى النظر السديد. قرأ عليه أبو محمد بن حوط الله الموطأ، عن أبيه سماعاً، عن جده قراءة، وعن أبي الوليد ابن الباجي إجازة. وتكلم فيه بعض الناس بكلام لا يقدح فيه. وقد روى عنه أبو عمر بن عات، وأبو علي بن زلال، وجماعة كثيرة. وكتب إلي وإلى أبي بالإجازة مرتين إحداهما في سنة سبع وتسعين، وأنا ابن عامين وشهور. وهو أعلى شيوخي إسناداً. وتوفي بمرسية مصروفًا عن القضاء في آخر المحرم سنة تسع. وولد في ربيع الآخر سنة ثمان عشرة وخمس مائة. قال: وهو آخر من روى عن أبي بحر، وغيره.
قلت: قال ابن فرتون: قال أبو الربيع بن سالم في الأربعين له: أبو بكر ظهر منه في باب الرواية اضطرابٌ طرق الظنة إليه، وأطلق الألسنة عليه، والله أعلم بما لديه. ولأبيه إجازة من أبي عمرو الداني، وهو فله إجازة من أبيه.