وطال عمره وتفرّد في وقته، وكان مولده في سنة سبعٍ وخمسين وأربعمائة.
قال ابن السمعاني: شيخ من بيت الحديث، متودد إلى الناس، حسن المجالسة، كان ينوب عن قاضي واسط، انحدرتُ إليه قاصدًا في سنة ثلاثٍ وثلاثين، وسمعتُ منه الكثير، من ذلك مُسند الخلفاء الراشدين لأحمد بن سِنان، وكتاب البِرّ والصلة لابن المبارك، يرويه عن الغَندجاني، عن المخلّص، وقدم بغداد بعد العشرين وخمسمائة، وحدّث بها، وكان شيخنا أحمد ابن الأغلاقي يرميه بأنه ادعى سماع شيء لم يسمعه، وأما ظاهره فالصدق والأمانة، وهو صحيح السماع والأصول.
قلت: وروى عنه أيضًا: أبو الفتح محمد بن أحمد المندائي، والحسن بن مكي المَرَندي، وأبو المظفّر علي بن علي بن نغوبا، وأبو المكارم علي بن عبد الله بن فضل الله بن الجَلَخْت، وأبو بكر أحمد بن صدقة بن كليزا الغرافي، وآخرون، وتوفي في رمضان.
والجُلابي: مختلَفٌ في ضمه وفتحه، فقال أبو طاهر ابن الأنماطي: قال لنا شيخنا أبو الفتح المندائي: هو الجَلابي، بفتح الجيم بلا شك، فراجعتُه، فغضب، وقال: كان ينوب عن والدي في القضاء وأنا أخبَر به.
قال ابن الأنماطي: وسألت عنه الشريف ابنَ عبد السميع، فقال: لا أعرفه إلا بالضم، وتعجّب من قول أبي الفتح.
قلت: والصحيح الضمّ، لأني رأيته مضبوطًا بخطّ والده علي في غير موضع فيما جمعه من ذيل تاريخ واسط، وبخطّ جماعة في طباق السماع لهذا التاريخ على مؤلّفه بالضم، وكذا قيّده ابن نقطة، وغيره، ولم يذكروا فيه خلافًا.
فأما الجَلابي بالفتح، فهو: أبو سعيد أحمد بن علي. فقيه، فاضل، سمع منه أبو سعد السمعاني شيئًا بخراسان.