أيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف أجيبا إلى داعي الهدى وتمنّيا على الله في الفردوس منية عارف فإنّ ثواب الله للطالب الهدى جنان من الفردوس ذات رفارف فقال أبو سفيان: هو والله سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة.
وقال البكّائيّ، عن ابن إسحاق: لمّا أراد الله إظهار دينه، وإعزاز نبيّه، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم الذي لقيه فيه الأنصار، فعرض نفسه على القبائل، كما كان يصنع، فبينا هو عند العقبة لقي رهطا من الخزرج، فحدّثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن أشياخ من قومه، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا لقيهم قال: من أنتم؟ قالوا: نفر من الخزرج، قال: أمن موالي يهود؟ قالوا: نعم، قال: أفلا تجلسون أكلّمكم؟ قالوا: بلى، فجلسوا معه، فدعاهم إلى الله وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن، وكان ممّا صنع الله به في الإسلام أنّ يهود كانوا معهم في بلادهم، وكانوا أهل كتاب وعلم، وكانوا أهل شرك وأوثان، وكانوا قد غزوهم ببلادهم، فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا: إنّ نبيّا مبعوث الآن، قد أظلّ زمانه، نتبعه، فنقتلكم معه قتل عاد وإرم، فلمّا كلّم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النّفر، ودعاهم إلى الله، قال بعضهم لبعض: يا قوم تعلّموا والله إنّه للنّبيّ الذي توعّدكم به يهود، فلا يسبقنّكم إليه، فأجابوه وأسلموا وقالوا: إنّا تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشرّ ما بينهم، وعسى أن يجمعهم الله بك فسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك، ونعرض عليهم الذي أجبناك به، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعزّ منك، ثم انصرفوا.
قال ابن إسحاق: وهم فيما ذكر ستّة من الخزرج: أسعد بن زرارة، وعوف بن عفراء، ورافع بن مالك الزّرقي، وقطبة بن عامر السّلميّ، وعقبة بن عامر. رواه جرير بن حازم، عن ابن إسحاق، فقال بدل عقبة: معوّذ بن عفراء، وجابر بن عبد الله أحد بني عديّ بن غنم، فلمّا قدموا المدينة ذكروا لقومهم رسول الله، ودعوهم إلى الإسلام، وفشا فيهم ذكر رسول الله