للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال مصعب بن عبد الله: كان سالم بن عبد الله يقول: لو أن صائحاً يصيح من السماء لقال: أميركم عثمان بن عروة.

وقال عثمان بن عروة: الشكر وإن قل جزاء كل نائل وإن جل.

وقال ابن سعد: وفد عثمان على مروان بن محمد فوصله بمائة ألف، وكان من أحسن الناس وجهاً لم يعقب (١).

وروي عن عثمان بن عروة قال: كان أبي يقول لي وأنا أغلف لحيتي بالغالية: إني أراها ستقطر أو قد قطرت (٢)، وما يعيب ذلك علي.

وقيل: إن عثمان كان يقوم من مجلسه فيسلت ناس الغالية من على الحصى مما أصابها من لحيته.

ويقال: لم يكن بالمدينة أحد أحسن منه.

قال مصعب الزبيري: كان عثمان أصغر من هشام ومات قبل هشام.

وقال ابن سعد (٣): مات قبل الأربعين ومائة (٤).

١٨٥ - ٤: عثمان البتي الفقيه أبو عمرو البصري بياع البتوت، اسم أبيه مسلم، ويقال: أسلم، ويقال: سليمان، وأصله من الكوفة.

روى عن: أنس بن مالك، وعبد الحميد بن سلمة، والشعبي، والحسن البصري. وعنه: شعبة، والثوري، وهشيم، ويزيد بن زريع، وابن علية، وآخرون.


(١) هذا الخبر لم أقف عليه عند ابن سعد، ولا وجدت أحدًا نقله عنه، وقد نقل الحافظ ابن عساكر من كتابي ابن سعد: الطبقات الصغير والطبقات الكبير وليس فيهما ذلك، وترجمته في الكبير وصلت إلينا (في القسم المتمم لتابعي أهل المدينة ٢٢٨ - ٢٢٩) على أن الحافظ ابن عساكر ذكر ذلك نقلًا من كتاب الزبير بن بكار (٣٨/ ٤٣٩) وهو في جمهرة النسب له ٣٠٥، فلا أشك بعد هذا أن المصنف توهم فنسب هذا إلى ابن سعد.
(٢) في د: "إني أراها ستقطر دمًا"، وهو تحريف لا معنى له، وما أثبتناه يعضده النص الذي ذكره الزبير بن بكار في الجمهرة ٣٠٥، وابن عساكر في تاريخه ٣٨/ ٤٣٩.
(٣) هكذا نسب هذا القول لابن سعد، وما أظنه إلا واهمًا، فهذا قول خليفة بن خياط ذكره في تاريخه ٤١٩. أما ابن سعد فقد ذكر أنه توفي في أول خلافة أبي جعفر (طبقاته القسم المتمم ٢٢٩)، وكذلك قال في طبقاته الصغير كما نقله الحافظ ابن عساكر ٣٨/ ٤٤٠.
(٤) الترجمة مقتبسة من تاريخ دمشق ٣٨/ ٤٣٧ - ٤٤٤.