للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الخطيب (١): حدثني العتيقي، والأزهري أنه كان مجتهدًا في العبادة، وتوفي في جمادى الآخرة. وقال لي أبو طاهر محمد بن علي العلاف؛ إنه وعظ ببغداد، وخلط في كلامه، وحفظ عنه أنه قال: ليس على المخلوقين أضر من الخالق، فبدعه الناس وهجروه.

وقال غيره: إن أبا طالب كان يستعمل الرياضة كثيرًا، ولقي مشايخ وسادةً، ودخل البصرة بعد وفاة أبي الحسن بن سالم، فانتهى إلى مقالته.

وقال أبو القاسم بن بشران: دخلت على شيخنا أبي طالب المكي، فقال: إذا علمت أنه قد ختم لي بخير فانثر على جنازتي سكرًا ولوزًا، وقل: هذا الحاذق، ثم قال: خذ بيدي إذا احتضرت، فإذا قبضت على يدك فاعلم أنه قد ختم لي بخير، وإن لم أقبض عليها فاعلم أنه لم يختم لي بخير، فقعدت عنده، فلما كان عند موته قبض على يدي قبضًا شديدًا، فلما خرجت جنازته نثرت عليه سكرًا ولوزًا، وقلت: هذا الحاذق كما أمرني.

رأيت أربعين حديثًا لأبي طالب وبخطه، قد خرجها بأسانيده، وروى فيها عن عبد الله بن جعفر بن فارس بالإجازة، وروى في أولها: من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من خمسة أوجه. وقد خرج فيها عن أبي زيد المروزي من صحيح البخاري ، أولها: الحمد لله، كنه حمده بحمده.

٢٣٠ - محمد بن عبد الله بن حمشاذ، أبو منصور الحمشاذي النيسابوري الفقيه الأديب الزاهد.

سمع من أبي حامد بن بلال، وأبي بكر القطان، وفي الرحلة من ابن الأعرابي، وابن البختري.

وكان زاهدًا عابدًا كبير الشأن يخرج أئمة، وعاش اثنتين وسبعين سنة، وكان من كبار الشافعية (٢).


(١) تاريخه ٤/ ١٥١.
(٢) سيعيد المصنف ترجمته في وفيات سنة ثمان وثمانين نقلًا عن تاريخ نيسابور للحاكم (الترجمة ٣٢٣).