وقال عيسى بن أحمد الهمذاني: كان أبو أحمد إذا جاء إلى الشيخ أبي حامد الإسفراييني قام من مجلسه ومشى إلى باب مسجده حافيا مستقبلا له.
وقال الخطيب: حدثنا منصور بن عمر الفقيه، قال: لم أر في الشيوخ من يُعلم لله غير أبي أحمد الفرضي. قال: وكان قد اجتمعت فيه أدوات الرياسة من علم وقرآن وإسناد، وحالة متسعة من الدنيا، وكان مع ذلك أورع الخلق، وكان يقرأ علينا الحديث بنفسه، وكنت أُطيل القعود معه، وهو على حالة واحدة لايتحرك ولا يعبث بشيء، ولم أر في الشيوخ مثله.
قلت: قرأ عليه نصر بن عبد العزيز الفارسي نزيل مصر، وأبو علي الحسن بن القاسم غلام الهراس، والحسن بن علي العطار، وأبو بكر محمد بن علي الخياط، وغيرهم. وحدث عنه أبو محمد الخلال، وعمر بن عُبيد الله البقال، وأحمد بن علي بن أبي عثمان الدقاق، وعلي بن أحمد ابن البُسري، وعلي بن محمد بن محمد بن الأخضر الأنباري، وآخرون.
وتوفي في شوال عن اثنتين وثمانين سنة، وقد وقع لي حديثه بعُلو.
وأخبرنا عمر بن عبد المنعم برواية قالون قراءة عليه، قال: أخبرنا بها أبو اليمن زيد بن الحسن المقرئ إجازة، أن هبة الله بن عمر الحريري أخبره بها تلاوةً وسماعا، قال: قرأت بها على أبي بكر محمد بن علي بن محمد بن موسى الخياط في سنة إحدى وستين وأربعمائة. وقرأ الخياط على أبي أحمد الفرضي، عن قراءته على أبي الحسين بن بويان، عن قراءته على القاضي أبي حسان أحمد بن محمد بن الأشعث، عن قراءته على أبي نشيط، عن قالون، عن نافع، وقد وقعت لنا هذه الرواية - كما ترى - في غاية العلو.
٢٠٢ - عتبة بن خيثمة بن محمد بن حاتم بن خيثمة بن الحسن بن عوف، القاضي أبو الهيثم التميمي النيسابوري الفقيه الحنفي، شيخ الفقهاء والقضاة.