خمسة أو نحوه، وفي كتابي هذا خمس مائة حديث أو أكثر.
وسمعت أبا عبد الله يقول: ما قدمت على أحد إلا كان انتفاعه بي أكثر من انتفاعي به.
قال محمد بن أبي حاتم: سمعت سليم بن مجاهد يقول: سمعت أبا الأزهر يقول: كان بسمرقند أربع مائة مما يطلبون الحديث، فاجتمعوا سبعة أيام وأحبوا مغالطة محمد بن إسماعيل، فأدخلوا إسناد الشام في إسناد العراق، وإسناد اليمن في إسناد الحرمين، فما تعلقوا منه بسقطة لا في الإسناد ولا في المتن.
وقد ذكرت حكاية البغداديين في مثل هذا.
وقال الفربري: سمعت أبا عبد الله يقول: ما استصغرت نفسي عند أحد إلا عند علي ابن المديني، وربما كنت أغرب عليه.
وقال محمد بن أبي حاتم: سمعت أبا عبد الله يقول: ما نمت البارحة حتى عددت كم أدخلت في مصنفاتي من الحديث، فإذا نحو مائتي ألف حديث مسندة.
وسمعته يقول: ما كتبت حكاية قط كنت أتحفظها.
وسمعته يقول: لا أعلم شيئاً يحتاج إليه إلا وهو في الكتاب والسنة.
فقلت له: يمكن معرفة ذلك كله؟ قال: نعم.
وسمعته يقول: كنت في مجلس الفريابي، فقال: حدثنا سفيان، عن أبي عروة، عن أبي الخطاب، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه في غسل واحد.
فلم يعرف أحد في المجلس أبا عروة، ولا أبا الخطاب. قال: أما أبو عروة فمعمر، وأبو الخطاب قتادة. قال: وكان الثوري فعولاً، لهذا يكني المشهورين.
قال محمد بن أبي حاتم: قدم رجاء الحافظ فقال لأبي عبد الله: ما أعددت لقدومي حيث بلغك، وفي أي شيء نظرت؟ قال: ما أحدثت نظراً ولم أستعد لذلك، فإن أحببت أن تسأل عن شيء فافعل. فجعل يناظره في أشياء فبقي رجاء لا يدري، ثم قال له أبو عبد الله: هل لك في الزيادة؟ فقال استحياء وخجلاً منه: نعم. قال: سل إن شئت. فأخذ في أسامي أيوب، فعد نحواً من ثلاثة عشر، وأبو عبد الله ساكت، فظن رجاء أن قد صنع شيئاً، فقال: يا أبا عبد الله فاتك خير كثير. فزيف أبو عبد الله في أولئك سبعة، وأغرب عليه نحو