قال ابن يونس: قص بمصر على الناس، وسمعه الليث فأعجبه ووصله بألف دينار. وقد حدث عنه أيضا يحيى بن بكير، وسعيد بن عفير. ما قص على الناس أحد مثله.
أبو شعيب الحراني: حدثنا علي بن خشرم قال: قال منصور بن عمار: لما قدمت مصر كانوا في قحط، فلما صلوا الجمعة ضجوا بالبكاء والدعاء، فحضرتني نية، فصرت إلى الصحن وقلت: يا قوم، تقربوا إلى الله بالصدقة، فما تقرب إليه بأفضل منها. ثم رميت بكسائي وقلت: اللهم هذا كسائي، وهو جهدي. فتصدقوا حتى جعلت المرأة تلقي خرصها، حتى فاض الكساء من أطرافه، ثم هطلت السماء ومطرنا، فخرج الناس في الطين والمطر، فدفعت إلى الليث وابن لهيعة، فنظرا إلى كثرة المال، فقال أحدهما لصاحبه: لا يحرك، ووكلوا به الثقات حتى أصبحوا، فرحت أنا إلى الإسكندرية، فبينا أنا أطوف على حصنها إذا رجل يرمقني، فقلت: ما لك؟ قال: أنت المتكلم يوم الجمعة؟ قلت: نعم. قال: إنك صرت فتنة، قالوا: ذاك الخضر، دعا فاستجيب له. قلت: بل أنا العبد الخاطئ. فقدمت مصر فلقيت الليث، فلما نظر إلي قال: أنت المتكلم يوم الجمعة؟ قلت: نعم. فأقطعني خمسة عشر فدانا، وصرت إلى ابن لهيعة فأقطعني خمس فدادين.
علي بن خشرم: حدثنا منصور (ح) وأبو داود، عن قتيبة، عن منصور قال: قدمت مصر وبها قحط، فتكلمت، فبذلوا صدقات كثيرة، فأتي بي الليث فقال: ما حملك على أن تكلمت ببلدنا بغير أمرنا؟ قلت: أصلحك الله، أعرض عليك، فإن كان مكروها نهيتني. قال: تكلم. فتكلمت، فقال: قم، لا يحل أن أسمع هذا وحدي.
قال: وأخرج إلي بعد هذا جارية قيمتها ثلاثمائة دينار، ثم لما خرج