للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للروبي: اقرأ. فلما أخذ في القراءة نظرت إلى يحيى يتغير حتى بلغ: (إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين) صعق يحيى وغشي عليه، وارتفع صوته. وكان باب قريب منه، فانقلب فأصاب الباب فقار ظهره وسال الدم، فصرخ النساء وخرجنا، ووقفنا بالباب حتى أفاق بعد كذا وكذا. ثم دخلنا عليه، فإذا هو نائم على فراشه، وهو يقول: (إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين). فما زالت به تلك القرحة حتى مات رحمه الله.

روى أحمد بن عبد الرحمن العنبري عن زهير البابي قال: رأيت يحيى بن سعيد في النوم عليه قميص، بين كتفيه مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب من الله العزيز العليم براءة ليحيى بن سعيد القطان من النار.

وروى أبو بكر بن خلاد الباهلي عن يحيى القطان قال: كنت إذا أخطأت قال لي سفيان: أخطأت يا يحيى. فروى يوما عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الذي يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم. فقلت: أخطأت يا أبا عبد الله. قال: وكيف هو؟ قلت: حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن زيد بن عبد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقال لي: صدقت يا يحيى، اعرض علي كتبك. قلت: تريد أن ألقى منك ما لقي زائدة؟ قال: وما لقي زائدة؟ أصلحت له كتبه وذكرته حديثه.

وقال أحمد: إلى يحيى القطان المنتهى في التثبت.

قال محمد بن أبي صفوان: كان يحيى القطان نفقته من غلته، إن دخل من غلته حنطة أكل حنطة، وإن دخل شعير أكل شعيرا، وإن دخل تمر أكل تمرا.

قال ابن معين: إن يحيى بن سعيد لم يفته الزوال في المسجد أربعين سنة.

وقال عفان: رأى رجل ليحيى بن سعيد قبل موته: أن بشر يحيى بن سعيد بأمان من الله يوم القيامة.

وقال أحمد: ما رأيت أحدا أقل خطأ من يحيى بن سعيد، ولقد أخطأ في

<<  <  ج: ص:  >  >>