على بعض، حتّى انتهوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما الّذي كنتم تمارون قد ارتفعت فيه أصواتكم وكثر لغطكم؟ فقال بعضهم: يا رسول الله، شيء تكلَّم فيه أبو بكر وعمر، فاختلفا، فاختلفنا لاختلافهم.
فقال: وما ذاك؟ قالوا: في القدر، قال أبو بكر: يقدّر الله الخير، ولا يقدَّر الشّرّ. وقال عمر: يقدّرهما جميعًا.
فقال: ألا أقضي بينكما فيه بقضاء إسرافيل بين جبريل وميكائيل؟ قال: جبريل مقالة عمر، وقال ميكائيل مقالة أبي بكر»؛ وذكر تمام الحديث.
تأمّلت هذا الحديث يومًا فإذا هو يشبه أقوال الطُّرقيّة، فجزمت بوضعه، لكونه بإسنادٍ صحيح. ثمّ سألت شيخنا ابن تيمية عنه، فقال: هذا الحديث كذب، فاكتب على النُّسخ أنّه موضوع.
قلت: والظّاهر أنّ بعض الكذّابين أدخله على البغويّ لمّا شاخ وانهرم.
وأمّا ابن الجوزيّ فقال في الموضوعات: المتَّهم به يحيى بن زكريّا، قال ابن معين: هو دجّال هذه الأمّة.
٢٠٢ - ثابت بن أحمد بن الحسين، أبو القاسم البغداديّ.
قدم دمشق من بغداد حاجًّا، وذكر أنّه سمع أبا القاسم بن بشران، وأبا ذرّ عبد بن أحمد الهرويّ، ومحمد بن جعفر الميماسيّ. روى عنه الفقيه نصر المقدسيّ، وأحمد بن حسين سبط الكامليّ.
قال غيث الأرمنازيّ: قدم علينا وذكر أنّه سمع من عبد الملك بن بشران وأبي ذرّ. وأجاز لنا في ربيع الأوّل سنة سبعٍ وسبعين، وأنّ مولده في أوّل سنة إحدى وأربعمائة.
وروى نصر في أماليه، أنّ ثابتًا هذا حدّثه أنّه شاهد رجلًا أذّن بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم عند قبره صلى الله عليه وسلم للصبح، وقال في الأذان: الصّلاة خير من النّوم، فجاء بعض خدم المسجد فلطمه، فبكى الرجل وقال: يا رسول الله، في حضرتك يفعل بي هذا! ففلج الخادم في الحال، فحملوه إلى بيته، فمات بعد ثلاثٍ.