للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أثرٍ في توثيق المترجم وقبوله في المناصب الدينية وخاصة القضاء. وكان التعديل يجري عادة بشهادة الشخص عند القاضي وغالبًا ما يكون عند قاضي القضاة ويقبل القاضي شهادته بعد أن يزكيه شخصان من العدول وتكتب بذلك وثيقة تُودعُ بديوان الحكم (١). على أن الذهبيَّ لم يهتم بذكر تاريخ تعديل الشهود، وفيما إذا كان المترجم قد عزل عن الشهادة، ولا يذكر القاضي، أو قاضي القضاة الذي جرى التعديل عنده وكأنه تابع في ذلك زكي الدين المنذري في "التكملة" (٢)، بينما كان ابن الدبيثي وابن النجار وابن الساعي شديدي الاهتمام بذكر هذه الأمور (٣).

[٢ - المولد]

أما القسم الثاني من الترجمة فهو ذكر تاريخ مولد المترجم وهو غالبًا ما يأتي بعد اسمه ونسبه ولقبه وكنيته ونسبته. وقد اعتنى الذهبي بذكر الولادات جهد طاقته فذكرها دائمًا حينما توفرت له لما لذلك من أهمية كبيرة في الاطمئنان على لقاء المترجم لمشايخه وسماعاته عليهم أو إجازته عنهم. وكان المحدثون يعنون بتتبعْ المواليد ويسألون الشيخ عن مولده قبل السماع منه أو الأخذ عنه فإذا ما وجدوا له رواية قبل هذا التاريخ أو في سن لا تحتمل السماع حكموا بكذبه في هذه الرواية، فقد كان للشيخ أبي محمد عبد اللطيف بن عبد القاهر السهروردي المتوفى سنة ٦١٠ هـ (٤) أخ أكبر منه اسمه عبد الرحيم له مسموعاته عن القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري المتوفى في رجب سنة ٥٣٥ هـ (٥) فحدث به عبد اللطيف هذا بإربل مع أن مولده في رجب


(١) السمناني: روضة القضاة، الورقة ١٧ (نسخة مكتبة البلدية في ميونيخ رقم ٢٦٠ عربي).
(٢) انظر كتابنا: المنذري، ص ٢٤٤.
(٣) راجع مقدمتنا لتاريخ ابن الدبيثي، ١/ ٣٥، وكتابنا: تاريخ بغداد لابن الدبيثي، منهجه، موارده، أهميته، ص ٥ (بغداد ١٩٧٤).
(٤) انظر: ابن نقطة: التقييد، ص ٣٨١ - ٣٨٢، وإكمال الإكمال ١/ ٤٣ ٢، ابن الدبيثي: تاريخ، الورقة ١٦٢ (باريس ٥٩٢٢)، المنذري: التكملة، ٢/ الترجمة ١٢٩٥، الذهبي: تاريخ الإسلام، الورقة ٧٩ (أيا صوفيا ٣٠١١)، والمختصر المحتاج إليه ٣/ ٦٤، ابن الملقن: العقد المذهب، الورقة ١٤٩.
(٥) ويعرف بقاضي المارستان، انظر: ابن الجوزي: المنتظم ١٠/ ٩٢ - ٩٤، ابن الأثير: =

<<  <  ج: ص:  >  >>