للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى استحداث جمل لأجل هذه الغاية، بل كان ذكر الاسم وإلحاق هذه الانتسابات به يجعل كل هذه المسائل على غاية من الوضوح. ومن أجل أن يضبط الذهبي ما قد يحدث من تَوَهُّمٍ في بعض الألفاظ التي قد تؤدي إلى أكثر من معنى نراه يشير إلى المراد بذلك اللفظ بصورة مختصرة جدًّا نحو قوله: "العلويُّ الحسينيُّ الزيديُّ النسب" (١). لئلا يتوهم القارئُ أن هذا الرجل قد يكون زيدي المذهب، وقوله مثلًا: "حنش بن عبد الله … السَّبَئِي الصنعاني، صنعاء دمشق لا صنعاء اليمن " (٢).

وفي هذا القسم، أعني القسم الأول من الترجمة، ينص الذهبي فيما إذا كان المترجم ضريرًا فيذكر ذلك إذا وقع له (٣). ولعل تأكيد العلماء على مثل هذا الأمر متأتٍ من النتائج العلمية المترتبة عليه، فالضرير مثلًا لا يستطيع القراءة أو كتابة الإجازة، بل تُكتبُ عنه (٤). كما أن أصوله يجب أن يضبطها له أصحابه، قال الذهبي في ترجمة علي بن محمد أبي الحسن القابسي المتوفى سنة ٤٠٣ هـ: "وكان حافظًا للحديث وعلله ورجاله فقيهًا أصوليًا متكلمًا مصنفًا صالحًا متقنًا. وكان أعمى لا يرى شيئًا وهو مع ذلك من أصَحِّ الناس كتبًا وأجودهم تقييدًا يضبطُ كُتُبه ثقاتُ أصحابه، والذي ضبط له صحيح البخاري رفيقه أبو محمد الأصيلي" (٥).

كما أنه عني بذكر كون المترجم من "المعدّلين" فيذكر ذلك بلفظ "المعدل" (٦). ولعل مؤلفي كتب التراجم أعاروا أهمية لمثل هذا الأمر لما له


(١) الورقة ٨٠ (أيا صوفيا ٣٠١١).
(٢) تاريخ الإسلام ٢/ ١٠٨٦.
(٣) انظر على سبيل المثال لا الحصر: الورقة ٢١، ٣١، ٤٤، ١٠٣، ١٠٥، ١٠٩، ١٤٣، ١٥٤، ١٧٧، ١٨٢ … إلخ (أيا صوفيا ٣٠١١).
(٤) انظر كتابنا: المنذري، ص ٢٤٣.
(٥) الورقة ٣٢ (أيا صوفيا ٣٠٠٩).
(٦) انظر مثلًا الورقة ٩١، ٩٥، ٩٩، ١٠٠، ١١٨، ١١٩، ١٢٧، ١٣١، ١٣٤، ١٦٨، ١٧٥، ١٨٠، ١٨٩، ١٩٢، ١٩٩، ٢٠٠، ٢٠٣، ٢٤٠ (أيا صوفيا ٣٠٠٨)، والورقة ٧، ٩، ١٠، ١٧، ٢١، ٢٨، ٤٣، ٥٠، ٥٨، ٦٤، ٧٤، ٩٠، ٩٢، ٩٣، ٩٥، ٩٧ … إلخ (أيا صوفيا ٣٣١١)، وغيرها كثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>