الحاجب، فقال: أين الحوثرة وابن نباتة؟ فقاما فأدخلاً، وقد أقعد لهم في الدهليز مائة فنزعت سيوفهما وكتفا، ثم طلب الباقون كذلك فأمسكوا، ثم ذبحوا صبراً، وبادر خازم، والهيثم في مائة فدخلوا على ابن هبيرة ومعه ابنه داود وكاتبه عمرو بن أيوب وحاجبه وعدة من مماليكه وبني له في حجره، فأنكر نظرهم وقال: والله إن في وجوههم الشر، فقصدوه، فقام صاحبه في وجوههم وقال: تأخروا، فضربه الهيثم على حبل عاتقه فصرعه، وقاتلهم داود فقتل، وقتل غير واحد من المماليك فنحى الصغير من حجره، ثم خر ساجداً لله فقتلوه، ثم قتلوا خالد بن سلمة المخزومي وأبا علاقة الفزاري صبراً، ووجه أبو مسلم الخراساني محمد بن أشعث على إمرة فارس، وأمره أن يضرب أعناق نواب أبي سلمة الخلال، ففعل ذلك.
وفيها وجه السفاح عمه عيسى بن علي على فارس، فغضب محمد بن أشعث وهم بقتله، وقال: أمرني أبو مسلم أن لا يقدم علي أحد يدعي الولاية من غيره إلا ضربت عنقه، ثم إنه فكر وخاف من غائلة ذلك المقال واستحلف عيسى بن علي على أن لا يعلو منبراً ولا يتقلد سيفاً إلا وقت جهاد، فلم يل عيسى بعد ذلك عملاً، ثم وجه السفاح عمه إسماعيل بن علي على فارس وغضب من أبي مسلم ولكنه كان يعجر عنه، وبعث على الحجاز واليمن داود بن علي، واستعمل على الكوفة ابن عمه عيسى بن موسى وتوطدت للسفاح الممالك.
[سنة ثلاث وثلاثين ومائة]
ذكر من توفي فيها من الأعيان:
أيوب بن موسى الأموي المكي الفقيه، والحسن بن الحر الكوفي بدمشق، وداود بن علي الأمير عم السفاح، وسالم أبو النضر في قول أبي عبيد، وسعيد بن أبي هلال بمصر، وقيل: سنة خمس وثلاثين، وزيد بن أسلم بالمدينة في آخر العام، وعمار الدهني أبو معاوية بالكوفة، وعمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن فيها على الصحيح، وعياش بن عباس القتباني بمصر، ومغيرة بن مقسم الضبي فيها على الصحيح، ومطرف بن طريف