للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدّفُوفي، ويوسف الختني، وطائفة سواهم.

ودرّس بالجامع الظّافري بالقاهرة مدّةً، ثمّ ولي مشيخة الدّار الكامليّة، وانقطع بها نحْواً من عشرين سنة، مُكبّاً على التّصنيف والتّخريج والإفادة والرّواية.

ذكره الشّريف عزّ الدّين فقال: كان عديم النّظير في معرفة عِلْم الحديث على اختلاف فنونه، عالماً بصحيحه وسقيمه، ومعلوله وطُرُقه، متبحِّراً في معرفة أحكامه ومعانيه ومُشكله، قيّماً بمعرفة غريبه وإعرابه واختلاف ألفاظه، إماماً، حجَّة، ثبْتاً ورِعاً مُتحرّياً فيما يقوله، مُتثبّتاً فيما يرويه. قرأت عليه قطعة حَسَنَة من حديثه، وانتفعت به انتفاعاً كثيراً.

قلت: وقد قرأ القراءات في شبيبته، وأتقن الفقه والعربيّة، ولم يكن في زمانه أحدٌ أحفظ منه. وأوّل سماعه في سنة إحدى وتسعين، ولو استمرّ يسمع لأدرك إسناداًُ عالياً. ولكنّه فتر نحواً من عشر سنين. سمع من: الحافظ عبد الغني ولم يُظفر بسماعه منه. وأجاز لهوسمع شيئاً من أبي الحسن بن نجا الأنصاري. وله رحلة إلى الإسكندريّة أكثر فيها عن أصحاب السِّلفي. وكان صالحاً زاهداً، متنسّكاً.

قال شيخنا الدّمياطي: هو شيخي ومُخْرجي، أتيته مبتدئاً وفارقتُه مُعيداً له في الحديث. وقال: توفّي في رابع ذي القعدة، وشيّعه خلقٌ كثير رحمه الله. ورثاه غيرُ واحدٍ بقصائد حسنة.

٢٨٦ - عبد المنعم بن محمود بن مفرِّج، أبو محمد الكِناني، المصري، المجبِّر.

حدث عن: أبي نزار ربيعة اليمني. روى عنه: الشريف عزّ الدّين، وغيره.

ومات في ذي القعدة، والمجبِّر: هو الجرائحي.

*- عبد المحسن بن زين، الكِناني، المصري.

<<  <  ج: ص:  >  >>