توفي فيها: إسماعيل بن علية، أبو بشر البصري، زياد بن عبد الرحمن شبطون، سعيد بن عبد الله المصري الفقيه، العباس بن الأحنف الشاعر المشهور، العباس بن الحسن العلوي الشاعر، العباس بن الفضل بن الربيع الحاجب، عبد الله بن كليب المرادي بمصر، عون بن عبد الله المسعودي، محمد بن جعفر البصري غندر، مخلد بن يزيد الحراني، مروان بن معاوية الفزاري نزيل دمشق، نصر بن باب الخراساني بها، هارون الرشيد أبو جعفر بطوس، أبو بكر بن عياش المقرئ بالكوفة.
وفيها وافى الرشيد جرجان، فأتته بها خزائن علي بن عيسى على ألف وخمسمائة بعير، ثم رحل منها في صفر، وهو عليل إلى طوس، فلم يزل بها إلى أن توفي.
وفيها كانت وقعة بين هرثمة، وأصحاب رافع بن الليث، فانتصر هرثمة، وأسر أخا رافع، وملك بخارى، وقدم بأخي رافع على الرشيد، فسبه، ودعا بقصاب، وقال: فصل أعضاءه، ففصله.
وذكر بعضهم أن جبريل بن بختيشوع غلط على الرشيد في علته في علاج عالجه به كان سبب منيته، فهم الرشيد بأن يفصله كما فعل بأخي رافع، ودعا به فقال: أنظرني إلى غد يا أمير المؤمنين، فإنك تصبح في عافية، فمات ذلك اليوم.
وقيل: إن الرشيد رأى مناما أنه يؤم بطوس فبكى، وقال: احفروا لي قبرا. فحفر له، ثم حمل في قبة على جمل وسيق به حتى نظر إلى القبر، فقال: يا ابن آدم تصير إلى هذا؟ وأمر قوما فنزلوا فختموا فيه ختمة، وهو في محفة على شفير القبر.
قال ابن جرير: وكان يقتفي أخلاق المنصور، ويطلب العمل بها، إلا في بذل المال، فإنه لم ير خليفة قبله أعطى منه لولي، وكان يحب الشعر،